سيرة الأميرة غالية عبدالرحمن سلطان الغرابيط الرماثين البدارى البقمي، بحاجة إلى أن نعيدها، تذكيرا لمن لم تعجبه قرارات السماح للمرأة بعضوية مجلس الشورى، والسماح لها بالترشيح والترشح للمجالس البلدية في السعودية، بداية من الدورات المقبلة.
الزمان قبل مئتي عام، والمكان على هذه الأرض الطاهرة، والتاريخ في الدولة السعودية الثانية، أما هذه الغالية، فكانت قائدة للجيوش السعودية.
كان خصومها يصمونها بالساحرة ولكن.. لماذا كانوا يفعلون ذلك؟!
غادرت غالية تربة إلى الدرعية عام 1230 بعد معركة (بسل) على 28 جملا، محملة بالزاد والذهب والفضة مع خدمها. قال محمد علي باشا عندما مر بتربة في طريقه إلى رنية وبيشة وأبها: “أمست دار غالية خالية”. قادت بين 1228 و1229 ثلاث معارك ضد الأتراك، وهزمتهم، بما عرفت به من القوة والشجاعة وسداد الرأي والحزم والذكاء.
نستحضر اليوم نموذج غالية، التي كانت تدافع عن دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب، كانت قائدة جيوش الرجال، لنُذكر من أراد أن يستند على نفس أدبيات الدعوة ليرفض أن تكون المرأة حاضرة للدفاع عن شأنها، وشأن دينها ووطنها وأخواتها وإخوانها وأبنائها وبناتها؛ أن افتراض أن تكون المرأة مكمن الشرور، ولب الخطيئة؛ هو أصل المشكلة، وهو الذي يجعل البعض يرفض أن يكون للمرأة حضور في المجتمع.
فقط نذكر الفضلاء الذين يرون هذه الرؤية، بالحديث النبوي الشريف: “من قال هلك الناس، فهو أهلكهم”. فقيل إن المعنى أنه أكثرهم هلاكا، وقيل إنه تسبب لهم بالهلاك!
حمى الله وطننا من الشرور، وأعان أخواتنا وأمهاتنا على مواصلة الدرب، وخدمة الوطن.