استعرضت خلال يومين قصة أم عبدالله وأطفالها، في اقتطاع مبالغ من مصروفهم من أجل شراء هدايا للأيتام. وقد وصلتني نماذج جميلة في الايميل لتفاعل الناس مع قضايا من هذا النوع.
الصديق نبيل المعجل أرسل لي مقتطفات من أخبار لنشاط تقوم به أرامكو كل عام حيث يتبرع العاملون فيها بهدايا العيد لصالح احبابنا الأيتام، بل ويقيمون حفلة تشع بهجة الفرح فيها من الصور على وجوه الأطفال والكبار.
نبيل كتب أن ابنته الصغيرة تبرعت بعيديتها هذا العام لصالح الأيتام.
تلقيت عبر البريد الإلكتروني رسالة من شخص لم يكتب اسمه، وأستغرب لماذا لم يفعل ذلك، وربما كان النسيان هو السبب، يقول انه جلس إلى المائدة مع اسرته، فتحدث طفله ذو التسعة أعوام عن زميله في المدرسة الذي كان قد توفي من عامين في حادث سيارة. قال ابنه انه لا زال يتذكر زميله ويترحم عليه. فتناقشت الأسرة: كيف يمكن ان نقدم شيئا جميلاً لزميل ابنهم المتوفى. اشترى الابن هدية وغلفها وأرسلها باسم صديقه المتوفى، إلى دار الأيتام.
يقول صاحب الرسالة: اننا بذلك قد حققنا عدة مكاسب، فقد تواصلنا مع دار الأيتام، وأحيينا ذكرى زميل ابني الذي قضى في الحادث، وقبل ذلك كله… أحسسنا بأننا جزء مهم من هذا المجتمع.
راقتني الفكرة، واظن ان من نفتقدهم برحيل أجسادهم عن دنيانا كثيرون، وبالإضافة إلى الدعاء لهم بالرحمة والمغفرة، أفكار صغيرة كهذه، تجعلهم يعيشون منا مكاناً أثيراً كما هم على الدوام.
الوجوه الجميلة في مجتمعنا كثيرة وسنواصل الحديث عنها، لأن الحديث عن الجمال يجعلنا نستمتع به أكثر، ونرفل به من حولنا.
شكراً لأم عبدالله وأطفالها، وجواهر، وإنسان، ونبيل وابنته، وأرامكو. وصاحب الرسالة غير الموقعة وابنه. ودمتم بخير.