أشهد الله وملائكته وجميع خلقه أني كنت أحب جازان، لكن حبي بعد ظهرالأمس صار عشقاً!
أما لماذا أحبها، فلأنها منطقة ولادة، لا تضن بالمبدعين والخلاقين. أدباء، وعلماء، وفنانين، وأساتذة.
ميزة الجيزاني أنه كان يجول في كل مدن وقرى المملكة، وهولا يخالطه شك في أنها مدنه. عظمة الجيزاني أنه رغم ولهه بجازان؛ إلا أنه يعرف كيف يجب أن يكون الولاء للوطن قبل الولاء للمدينة، أو القبيلة، وأشهد أن الجيازنة من أكثر أهل بلادنا وطنية وانتماءً دون انتقاص من أحد.
الأدب في جينات الجيزاني، يشب عليه، ومن شب على شيء شاب عليه.
هل قلت لكم إن الأدب عند الجيزاني، صنعة وممارسة، فن وسلوك؟!
لذلك فكل تيارات اليمين واليسار (على تجاوز في المصطلح) عند أهل جيزان، يغمرها الأدب، وكأن البيت هناك يكسو أبناءه أدباً قبل أن يلبسهم أثوابهم!
أما كيف تحول الحب عشقاً، فسأحدثكم، إذ بالأمس؛ جلست إلى ثلة من الشباب الجميل. سبعة من أعضاء نادي القراءة بجامعة جازان، على هامش معرض الشارقة للكتاب، الذي زاروه ضمن فعاليات ناديهم الجميل.
تحدثت مع شباب سيصنعون لبلادنا فرقاً، فالطموح الذي يشع من أعينهم هو الذي يصنع التغيير للأفضل.
هل أحدثكم أن نادي القراءة في جيزان صنع مكتبة عامة في مستشفى الملك فهد هناك، ووزع عشرات الهدايا من حقائب الكتب الخاصة بالأطفال؟!
هل قلت لكم، إنهم يخططون لصناعة مكتبة في المطار، يعب من مائها الرقراق المسافرون في صالات الانتظار؟!
هل قلت لكم إن هؤلاء الشباب، يحملون في دواخلهم طموحاً، وحباً لوطنهم، ولمنطقتهم، سيجعل الغد أفضل؟!
ومن المفارقات أن عمر البار، ومعاذ الحازمي، ومحمد الحكمي، وأنس الحكمي، وعبدالرحمن إدريس، ومحمد عريشي، كلهم يدرسون في تخصصات علمية، تتراوح بين الهندسة والحاسب، ونحوها!
أما مسؤول نادي القراءة، الأديب المؤدب حمزة كاملي، فقد كان يتعامل مع الشباب بأخوة ومحبة، كأنه سحابة مطرلا تهطل إلا بخير.
شكراً لكم أيها السادة الكرام، فقد صنعتم يومي، وملأتموني فخراً بأبناء وطني، وحولتم حبي لجازان عشقاً لذيذاً.