ما زلتُ أذكر أن الملك عبدالله بن عبدالعزيز منذ اكثر من عشر سنوات كان قد تعرض لإصابة في يده جراء إصراره على ألا يقبّل أحد المواطنين يده، بعد شد وجذب بين ولي العهد حينها، والمواطن.
كان دافع المشادة اليدوية المحبة والولاء اللذين اعتقد المواطن انهما لا يتمان إلا عبر تقبيل يد الأمير، فيما كان الأمير يمنع كل أحد من تقبيل يده إلا ابناءه ومن في حكمهم كأبناء الاخوان وابناء الأبناء ونحوهم.
بالأمس تحولت الرغبة الشخصية لدى عبدالله بن عبدالعزيز إلى منع رسمي، فقد تحدث الملك في جمع من الحضور عن منعه أحداً أن يقبل يده، فقد نقلت وكالة الانباء السعودية عن الملك انه طلب السبت 10/9/2005 من مواطنيه عدم تقبيل يده او يد افراد العائلة المالكة، مؤكداً ان هذه العادة أمر دخيل على تقاليد المملكة.
ونقلت الوكالة عنه قوله امام مواطنين وامراء في القصر الملكي في جدة: «اخواني، ان تقبيل اليد أمر دخيل على قيمنا واخلاقنا ولا تقبله النفس الحرة الشريفة إلى جانب انه يؤدي إلى الانحناء وهو أمر مخالف لشرع الله والمؤمن لا ينحني لغير الله الواحد الأحد».
وأضاف «لذلك أعلن من مكاني هذا عن رفضي القاطع لهذا الأمر وأسأل الجميع ان يعملوا ذلك ويمتنعوا عن تقبيل اليد إلا للوالدين براً بهم»..
كل الذين يعرفون عبدالله بن عبدالعزيز يعلمون ان الصدق عنده يلغي التزييف، والبروباقندا الباحثة عن صناعة شعبية بتصرفات شعبوية. كلهم يعلمون ان هذا ملك يحب للناس ما يحبه لنفسه، ويمنعهم مما لا يرضاه لنفسه، لذا كان هذا القرار.
حفظك الله يا أيها الملك الشهم لمن تحرص عليهم وتتقي الله فيهم!
واسمح لي أن أطبع قبلة مكتوبة على رأسك، ارتفع بها ولا أنحني، لتواضعك وصدقك ومحبتك لشعبك، هذا الشعب الذي يبادلك حباً بحب…