في الرياض وعشية افتتاح ولي العهد السعودي المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب، ودعوته لإنشاء مركز دولي لمكافحة الإرهاب، تحت إجراءات أمنية مشددة، لم تشهد الرياض المدينة التي ولدت فيها وعشت فيها معظم سني عمري مثيلاً لها، كانت مواجهات مسلحة تجري في مصر بين قوات الأمن ومشتبهين في تفجيرات طابا أسفرت عن مقتل مطلوبين. وفي الكويت قامت القوات الخاصة بعملية أمنية وصفت بأنها كبيرة وانتهت باستسلام خمسة إرهابيين، وكشفت عن أن وكر أم الهيمان كان معداً لعمليات نحر رهائن غربيين. وخلال افتتاح ورش عمل المؤتمر قدم وزير الداخلية السعودي حصيلة رقمية للمعركة مع الإرهاب خلال عامين تم فيها: إحباط 52 عملية إرهابية عن طريق الضربات الاستباقية، ومقتل 90 شخصاً ما بين مواطن ومقيم في العمليات الإرهابية، وسقوط 39 من رجال الأمن وإصابة 213 آخرين، كل ذلك عبر 22 حادثاً إرهابياً شهدتها السعودية بين تفجير واعتداء واختطاف. خسائر الإرهابيين كانت مقتل 92 إرهابياً وإصابة 17 كما تجاوزت الخسائر المادية في المنشآت والممتلكات مليار ريال سعودي!
الأسابيع الماضية حملت أنباء مفجعة كان الإرهاب لبها، منها مثلاً خبر الرجل الذي قتل طفلته ذات الإحدى عشر ربيعاً في الكويت، لأنه اعتقد أنها خائنة وأثبتت نتائج التحليلات والفحوص أن الطفلة كانت عذراء، ورشحت الأنباء عن كونها حاصلة على شهادات في حفظ القرآن وشهد الجميع لها بطهارة السلوك ونقاء السريرة بما يوازي أية طفلة في هذا العالم وزيادة، لكن والدها المتلبس بالفكر الإرهابي المدافع عن الجهاد، والمجاهدين، الرافض لتسميتهم بالإرهابيين، المعتبر اسامة بن لادن مخلصاً، كان ينهج طريق الإرهابيين!
لا أحد في هذا العالم خارج نطاق استهداف الإرهاب، ومن ظن أنه في مأمن من مرمى الإرهابيين فقد وهم، سواء كان شخصاً أو هيئة أو حكومة أو دولة.
كنت خلال بداية الأعمال الإرهابية في السعودية في أيار (مايو) 2003 أقول لبعض من أقابل وأسمعه يردد أن هذه حرب بين الحكومة وبعض المجموعات، بأني سأسلم جدلاً بما تقوله، لو قدمت لي ضمانة أنك أنت أو من تحب، زوجة أو ابناً أو ابنة، أباً، أو أماً، صديقاً أو صديقة، لن تمروا من طريق قد يكون مكاناً لمواجهة مسلحة، أو تكونوا في مبنى يصبح هدفاً لنيران هذه المجموعات، أو أن يصادف اختياركم لوقت ما للتسوق وقتاً لتفجير هؤلاء لذات المكان أو لمكان مجاور له؟
لقد أثبتت الوقائع أن هؤلاء ينتقلون من بلد إلى بلد، ومن مكان إلى مكان، ولدى ملفات الاستخبارات العربية، وفي أوراق التحقيقات مع من قبض عليه من هؤلاء ما تشيب له الولدان.
حدثني صديق أن أحد هؤلاء كان يرى أن أبناءه هم أبناء زنى!
قال له المحققون: كيف تقول عن أبنائك هذا الكلام الذي لا يقوله أحد عن أبناء غيره فكيف بفلذات كبده؟
قال: زواجي باطل أصلاً لأن من أمضى الزواج هو عالم سوء يعمل مع حكومة كافرة، وبالتالي فالعقد باطل، وما بني على باطل فهو باطل، وما نتج عن الباطل مثله، وهؤلاء الصبية أبناء زنى!
إن الإرهاب فكراً وعملاً وعقيدة، قنبلة انشطارية فاسدة، ليس لها حدود ولا ضوابط، تستمر في الانقسام والتشرذم حتى تحيل كل ما تقع عليه خراباً، أو في أحسن حالاته، قاعاً صفصفاً… كفانا الله وإياكم الشرور.
جميع الحقوق محفوظة 2019