الضحك عملية سهلة، وهو أسهل بمليون مرة من تقطيب الحاجبين، كما أنه يحببك للإنسان. الضحك خيرٌ من الكآبة، والإنسان الضحوك الباسم له حظوة عند معارفه. حتى المعلمون الذين كانوا يهدوننا النكات في الصف كنا نحبهم ونُكبرهم، ونعتبر أرواحهم جميلة وقريبة من نفوسنا. أما المعلم الذي جاء بعصاه وهو يزحف كالآتي لخوض معركة، فقد كان مبغوضاً. الذين لا يضحكون لا يستطيعون أن يتلذذوا بالحياة، فالحياة بكل مآسيها لا تستحق منا سوى ابتسامةٍ مشرقةٍ تلغي كل خطوط تقطيب الجبين.
يذكر موقع “هيلث دي نيوز” الأميركي أن: “تأثير الضحك والموسيقى لا يقتصر على المزاج وحسب وإنما يشمل أيضاً تخفيض ضغط الدم عند الراشدين في متوسط العمر”. مبيناً أن باحثين يابانيين أجروا دراسة شملت 79 راشداً تتراوح أعمارهم بين 40 و74 سنة، وقسموهم إلى 3 مجموعات لدراسة تأثير الموسيقى والضحك عليهم، المجموعة الأولى استمعت للموسيقى ساعة واحدة طوال أسبوعين، والمجموعة الثانية شاركت في جلسات ضحك، فيما لم تقم المجموعة الثالثة بأي شيء وقيس ضغط الدم قبل وبعد الجلسات فتبين أنه كان أقل عند المجموعتين الأوليين، وتبين أن تأثير الموسيقى والضحك بقي مستمراً طوال 3 أشهر، في حين لم يسجل أي تغيير في ضغط دم المجموعة الثالثة”.
يقول المعد الرئيسي للدراسة إيري إيغوشي من جامعة أوزاكا باليابان:” إن معدل الكورتيزول عند المشاركين، وهو مؤشر على الإجهاد، تراجع بعد الاستماع للموسيقى والمشاركة في جلسات الضحك. وأضاف “نظن أن هذا هو أحد التفسيرات من الناحية النفسية”!
الضحك والموسيقى يحتاجان إلى صناعة، قد يصحو الإنسان مكتئباً متذكراً آلام الحياة، وتكاليف الدنيا، لكنه يستطيع أن يكنس كل تلك الكآبة بالضحك والموسيقى، حين يفتح مسرحية أو يشاهد فيلماً أو ينصت إلى موسيقى راقية ممتعة وجميلة، أو حتى يبحث عن صديق ساخر يتقن صنع البهجة وبث الابتسامة بتعليقاته ونكاته. صدقوني نحن بحاجة لمن يجددون دماء الأُنس في حياتنا، قدر حاجتنا للهرب من أئمة الكآبة، وزارعي الهم، وموزعي الغم، وإن كانوا أقرب الناس! إن ابتسامةً من طفل أو من خادمك في المنزل أو من سائقٍ أو نادل ربما تجلب لك السعادة طوال اليوم، لكن التفكير والاستغراق بالتفكير بالآلام والأوجاع لا يصنع إلا يوماً سيئاً كئيباً، فتخيل كم إنسان ستصنع يومه بابتسامتك، فلا تشح بها على الناس، وكن كريماً جواداً معطاء ببسمتك، فإنها أغنى من الأموال، والذي نفسي بيده!