“العالم العربي في غيبوبة”!
هذا هو عنوان مقال الدكتور: عايض القرني الذي نشره في الشرق الأوسط قبل أيام. كان الشيخ يحفّز المجتمعات العربية على النهوض من الخمول والكسل إلى الإبداع، يقول:”حتى استخدامنا لمنتجات العالم الأول ليس سليماً على ما يرام كالسيارة والطيارة والثلاجة والبراد والسخان والفرامة والحراثة والحصادة والحفارة. وليتنا استعملناها استعمالاً لائقا وقلنا لهم شكرا لكننا أخذنا نهجوهم ونتهددهم وندعو عليهم في القنوت ونلعنهم بعد كل صلاة”!
يعتبر البعض أن الغرب مجموعة من عمال المصانع الذين ينتجون لنا نحن أحفاد الصحابة احتياجاتنا، من فرش أسنان، إلى مقصات أظافر، إلى طلاء حلق الوجه، وصولاً إلى “الشماغ” الإنجليزي الصنع، خارج هذا السياق لا يرى البعض في الغرب سوى السوءات. وينتظر البعض بفارغ الصبر انتهاء “العمال الغربيين” أو “العمال اليابانيين”، من تصميم الموديل الجديد للسيارة ليضع جسده على المرتبة ويمشي من دون أن يسأل كيف صنعت السيارة؟ ومن صنع السيارة؟ وما هي الظروف العامة التي جعلت أمماً تستطيع الصنع والتفنن في التقنيات والأجهزة. بل تجده عامياً لا يفهم كيف تسير الأجهزة قصارى ما لديه الدعس على البنزين والضغط على الفرامل والدعاء على الغرب بعد كل صلاة.
سمعت خطيب جمعة أمس وهو يدعو بأدعية غريبة على أذني، حيث ابتهل:”اللهم أطفئ البدعَ قاطبةً يا رب العالمين”، كما دعا على كل العالم لم يبق من الذين لم يدع عليهم سوى فئات محدودة من المجتمع السعودي ومناطق محددة فقط لم يمسّها الدعاء الناري اللاهب.
تذكرني هذه العقد “الاصطفائية” بطرفةٍ تروى عن اثنين من السبعينيين في خبّ من خبوب بريدة، بدأ الأول قائلاً: لم يبق في العالم إلا العالم الإسلامي، حتى العالم الإسلامي فيه بدع وشركيات. يمكن ما بقي إلا الخليج، وحتى الخليج فيه معاص وأسواق مختلطة وأجنبيات كاسيات عاريات، لكن بقيت السعودية، وإذا تأملت السعودية فلن تجد إلا منطقة نجد، وحتى الرياض غزاها الأجانب ولم يبق إلا القصيم، حتى القصيم “خربتهم” التجارة والربا والبنوك، ولم يبق إلا بريدة، حتى بريدة في الفترة الأخيرة انتشر فيها “التتن” و “لبس الكبك” لكن بقي هذا الخبّ، مع أن بعض من يسكن الخبّ يتأخرون عن الصلاة، يمكن يا أبو صالح ما بقي إلا أنا وأنت، حتى أنت والله إنك من تالي “تهزّ”!
هذه القصة الطريفة تلخص الكثير مما يطرح من أدعية وعقد اصطفائية، واحتقار للمجتمعات الأخرى.