استمعت إلى الكلمة التي أدلى بها إمام الجهاد، وفقيه الأمة، وعالم النحلة، شيخ الإسلام وعلم الأعلام، طبيب الفقه، وشيخ الطب، وقائد المجاهدين، وزعيم المطاردين، والعين الساهرة في سبيل الفرار من الفاسقين، الشيخ البارز والطود الشامخ، الدكتور أيمن الظواهري، زاده الله قدرة على الفرار من أعداء الله، وأعطاه الله الطريقة للتخفي عن الظالمين الطغاة!!!
كان الشيخ المجاهد الظواهري، كالهزبر قوة، ولو كان فأرّاً، يريد لنا العزة بالشروط التي أملاها على الكفار، وأرادهم أن يذهبوا مخذولين مدحورين إلى حيث لا رجعة.
كانت أجندة الظواهري في خطابه الأخير الذي ألقاه قبل أيام من خلال منبر قناة “الجزيرة” من قطر، وهو منبر من لا منبر له، يريد أن يجعل نفطنا مهماً جداً، فهو أدام الله عليه الفرار، و”الهجة” بلهجة أهل الخليج، لا يرضيه أن يزيد سعر برميل البترول على الستين دولاراً دون أن يحتج أحد من الغربيين الذين يفر منهم سماحته ويطاردونه ويهددهم، بل يريدهم أن يكفوا عن شراء هذا النفط ليروجه على ملا محمد عمر في قندهار بروبية واحدة للدولار، وإن شاء أمير المؤمنين الفارين أن يشتري البرميل بنصف روبية، فما بعنا بالكوم إلا اليوم.
الظواهري، طبيب العيون، الفار من الإبصار، إلى جهاد التفجير، شقّ عليه أن يرى أهل الخليج الذين يصومون ويصلون ويحجون ويعتمرون ويتصدقون، يرفلون بنعمة من الله وفضل، فيركبون السيارات الألمانية والأميركية، دون أن يركبها أنسابه في قندهار، وجبال تورا بورا، فأراد بكلمته الجديدة أن نركب الحمير كما فعل إمامه ملا محمد عمر عندما سقطت كابول قبل ثلاث سنوات عندما فر على ظهر حمار أملح، فقدم نظرته الاقتصادية العظيمة في خطابه العظيم، كسّر الله عظامه، آمين!
ظهر الظواهري علينا وقد فقد من وزنه بعد آخر ظهور مصور له الكثير، ويبدو أن الهرب مشياً، أو ركضاً، قد أعيا طبيب العيون، فأفقده البصيرة، فهو لما أدرك أهمية المشي رياضة، لم يطالب المسلمين بالتريض بالمشي أو الركض، بل أراد أن يجبرهم عليه بجعلهم يفرون مثله من جبل إلى جبل، ومن صحراء إلى صحراء، لا يحملون من متاعهم إلا عمامة سوداء وكاميرا ليصوروا بها أشرطته ويرسلوها إلى قناة الجزيرة.
أراد الظواهري ذلك، من خلال أجندته السياسية التي فرضها علينا وعلى عامة المسلمين، دون أن يختاره منهم أحد ليجعله معبراً عن رأيه، أو يرشحه أحد ليكون ناطقاً باسمه في تمثيل أدوار الكراهية والعداء والحقد ورفض الآخر، وتنحيته وإقصائه قتلاً ونحراً وتفجيراً قبل أن يكون فكراً…
نصّب الظواهري من نفسه ناطقاً، باسم الأمة، وأزاح التمثال الذي كان يستخدمه في الواجهة، أعني أسامة بن لادن، وأصبح يتحدث باسمه واسم بن لادن، واسمنا نحن المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، وما هذا إلا لضعفنا نحن المسلمين الذين لم يقم فينا من يقول بحسم إن هؤلاء الكارهين لا علاقة لهم بنا ولا علاقة لنا بهم، وهم يسوؤوننا أكثر مما يسوؤون الغرب أو الشرق.
وحتى يقوم من يؤدي هذه المهمة يسوؤني أن أقول إننا كلنا ظواهريون، كهذا المسخ المدعو أيمن الظواهري، الذي كان طبيباً للعيون فسلبه الله البصر والبصيرة… وهذا دليل براءتي منه ومما يقول، لا أقام الله له راية!.
جميع الحقوق محفوظة 2019