بعض الأندية سرعان ما يتدهور مستواها بمجرد غياب اللاعبين الأجانب! تصيح الجماهير وترتعد أطراف إدارة النادي خوفاً من الهزيمة. وحين يكون الحكم سعودياً يحدث نفس الارتباك خشية أن تتحكم ميول الحكم الرياضية في تسيير دفة المباراة. كل شيء صار قائماً على الأجانب. اللاعب السعودي تتحكم فيه مجموعة من الظروف لا يستطيع أن ينفك منها. أدنى الظروف تؤثر على مستوى اللاعب السعودي، من انتهاء الرخصة إلى مشكلة البحث عن شغالة، لكن اللاعب الأجنبي المحترف يرضي الجماهير لأن مستواه ثابت في الغالب كأنه مكينة تشتغل لتسجيل الأهداف.
في السعودية جدل كبير حول “لجنة الانضباط” وحول اللجان الأخرى في الاتحاد السعودي لكرة القدم. الجدل يدور حول مصداقيتها، وعن جدواها أصلاً وفائدتها في ضبط الملاعب. وبعضهم جعل تلك اللجان مرمى لسهام سخريته ونقده، وحين دخل “القط” في مباراة الهلال والاتحاد ضحك الناس وراحت التعليقات تأتي من كل جانب منتقصةً من مصداقية اللجنة أساساً ومن فائدة اللجان الرديفة، حتى إن لاعباً سابقاً مثل فيصل أبو ثنين طالب بحلّ اللجان والعودة من جديد بأدوات وآليات جديدة.
الرياضة في ملاعبنا مشكلتها أنها قائمة في جزء كبير منها على ارتباك إداري ونظامي، الأندية حكومية من جهة وغير حكومية من جهات أخرى، وعلى هذا فقس. أظن أن أجمل تصريح رياضي قرأته هذا الأسبوع ما قاله رئيس نادي ريال مدريد الإسباني فلورنتينو بيريز في المؤتمر الصحفي المخصص للحديث عن اتفاقية الشراكة بين جمعية الأمير سلمان للإسكان الخيري ومؤسسة ريال مدريد الخيرية، يقول: “أتمنى أن يصل لريال مدريد لاعب سعودي كما هو الحال مع التونسي سامي خضيرة والفرنسي الجزائري الأصل كريم بنزيما والألماني التركي الأصل مسعود أوزيل”!
قلتُ: ونحن نتمنى مع بيريز أن يأتي سعودي بمستوى لونيل ميسي أو كريستيانو رونالدو لكن هذه الأمنيات من ضرب الأحلام، بعض اللاعبين الذين وصلت قيمة عقودهم إلى عشرات الملايين لا يهشّون ولا ينشّون في الملعب، آمنين مطمئنين، وحين يركضون يأتون بالتسلل تلو الآخر، وإذا سقط بكى، وإذا أخذ ضربة الجزاء ضيع، هذه أمنيات نشترك فيها مع بيريز، ولو أن لاعباً واحداً من لاعبي المنتخب قد احترف في تلك الأندية الكبيرة العظيمة لتغير وجه اللعب، ولتحسنت المستويات.
شكراً بيريز على أمنيتك الطيبة للاعب السعودي، وللرياضة السعودية.