وضع الحكماء جملة: “روح رياضية”، وذلك للتخفيف على المهزوم من وطأة الهزيمة. هذه العبارة تردد كثيراً في مجال الرياضة. المنتخب السعودي يخرج مجدداً من كأس العالم. شارفنا على أن نكون أصحاب “تاريخ” في الوصول إلى كأس العالم، لا أًصحاب حاضرٍ يؤسس على تجاوز ما مضى والاقتراب من إنجازٍ آخر جديد. بل صرنا مثل من يغني على مجدٍ تليد بينما الحاضر لديه قد أفلس. كان المنتخب السعودي يعرف الطريق إلى كأس العالم، وشرّف السعودية في مناسباتٍ كثيرة، باستثناء “الثمانية” طبعاً. وبتال القوس كان ذكيّاً في لقطة ختام برنامجه حين جعل أغنية “اسمحي لي يا الغرام” تصدح، وفي الخلفية تلك الأهداف العظيمة لفهد الغشيان وماجد عبدالله وسعيد العويران وسامي الجابر، وسواهم من الكبار الذين حملوا على عاتقهم التاريخ السعودي في بطولة كأس العالم. “اسمحي لي يا الغرام” قصيدة للأمير نواف بن فيصل توصّف حال الخروج من البطولة العالمية.
يقولون “تقبّلها بروح رياضية” حتى تستوعب الصدمة، وإلا بالنهاية غضبت أم لم تغصب، فأنت مهزوم في المباراة. الغريب أن البعض راح يجيّر هزيمة المنتخب على هذا النادي أو ذاك. ولم يعلم أن هذه الوسيلة هي التي تؤجج الناس وتقلل من قيمة المنتخب في نفوسهم، ذلك أن المنتخب هو صنو “العلَم” الذي يلتفّ عليه وبجواره كل المجتمع مهما تمايزت الانتماءات وتعددت الاختلافات. وحين تقع الهزيمة من الشهامة أن يتحملها الجميع، لا أن توضع ضد هذا اللاعب أو ضد ذاك الفريق، ثم تقام المجازر اللفظية والحروب الكلامية على نقاط هامشية ونهمل سبب الهزيمة الأبرز.
وبما أن المنصب تكليف لا تشريف، فإن تجديد هيكلة الرياضة في السعودية أصبح مطلباً ضرورياً، ولا مناص عنه، وعلى القائمين على الرياضة الاعتراف بقصورهم فالمنتخب يمثل الناس في كل مكان، ولا يمثل المكاتب التي لا تعكس إلا إدارة بيروقراطية بطيئة.
قال أبو عبدالله غفر الله له: روحنا الرياضية من الواضح أنها ستزداد، وما لم يكن لدينا نقد شامل فإننا سنخرج من بطولات وبطولات. ليس عيباً أن ننهزم، فالأمم هزمت ثم قامت، أما المنتخب فلا يكفي أن تأتي بأحسن مدرب وأحسن ملابس، وأحسن شعار وأحسن معسكر، الأمر أعمق بكثير إنه في الإدارة وفي الهيكلة القديمة، فهل وعينا الخلل؟