يعد الشعب السعودي من أكثر الشعوب العربية سفرا.
تستطيع أن تجد سعوديا في أي مدينة في العالم تقريبا.
ومع الأحداث الحالية والاضطرابات العاصفة، تحولت دبي إلى ملاذ محبب للسعوديين. الإحصاءات تتضارب؛ إحدى الإحصائيات تتحدث عن نصف مليون سعودي دخلوا دبي خلال الأسابيع الماضية، وثانية تتحدث عن مليون تذكرة طيران أصدرت من السعودية لدبي في فترة الإجازة، وبحسب العاملين في الطيران فإن المقاعد الشاغرة نفدت لما يزيد على 12 طائرة يوميا.
أنفق السعوديون في دبي خلال فترة الأعياد ما يقارب الستين مليون ريال! حتى تجاوز إشغال الفنادق في دبي 95%، وزاد عدد السعوديين الذين جاؤوا إلى دبي هذه السنة نسبةً إلى العام الماضي نحو 42% وارتفعت أسعار التذاكر لتصل إلى 2500 ريال بحسب صحيفة الرياض في 4 نوفمبر الجاري.
دبي محبوبة وآمنة، فيها بنية تحتية سياحية نادرة ليس مقارنة بالشرق الأوسط، بل على مستوى العالم وتحتوي على أماكن ترفيهية وأسواق باهرة، فهي مدينة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى. كان البعض يقول “دبي فقاعة”! وبعد سنوات عشر قضيتها في دبي فتّشت عن الفقاعات، عن أي آثار للـ”انفقاع”، فوجدتُ مدينة لم تسرق فيها إلا سبع سيارات خلال العام الماضي كلها سرقت وهي مشغّلة، مدينة فيها نظام مروري عال، وتستطيع أن تكون حرا ومسؤولا في الوقت نفسه، وبعد أن أخفقتُ في إدراك “الفقاعة” الوهمية، تمنيتُ على أحد الأصدقاء أن تكون المدن كلها “منفقعة” فنعمّا هو الانفقاع!
يحب السعوديون دبي لأنها تناسب كل أفراد العائلة، فهي ترحب بالسيدة المنقبة التي تمخر عباب الأسواق دون أن يتجرأ ابن أمه على أن يتحرش بها، والمتحجبة التي تغطي وجهها وتكشف شعرها، والسافرة الشقراء. إنها ترحب بالملتحي والحليق. يجد الصغار فيها متعتهم لأنها تعج بأماكن لهم تجمع بين المتعة والترفيه والتعليم، وكذا الشباب من الجنسين.
شرطها الرئيس ألا يضر أحدٌ أحدا، وألا يعتدي أحدٌ على أحد. لا تشبع تلك المدينة من المؤتمرات، والمؤتمرون يجدون في المساء أفضل المطاعم العالمية تقدم صنوف المآكل من كل المطابخ، فيتلذذون بما يزيح عنهم ضغوط العمل.
يجد السعوديون أنفسهم في هذه المدينة مرحبا بهم، وقبل أيام كتب أحد أهالي دبي، في تويتر، يرحب بأهلنا وإخواننا السعوديين في دبي خصوصا والإمارات بعامة، مؤكدا أنهم من أعز السائحين، فقام وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد بإعادة تلك التغريدة على جميع متابعيه، تأكيدا على ترحيب الإماراتيين بالسعوديين.
لهذا كله، يحب السعوديون دبي، ولأن السعوديين شعب حي، ودبي هي دار الحي، أحسوا بأنها مدينتهم التي يستمتعون بها، ويقضون بها إجازاتهم، آمنين مطمئنين.
قال أبو عبدالله غفر الله له: لو كانت دبي فقاعةً لما ضربت لها أكباد الإبل من كل بقاع الدنيا، ويسعدني أن تكون السياحة إلى مدينة خليجية على طريقة المثل القائل “سمننا في دقيقنا” فما نصرفه في أي مدينة خليجية كأننا نصرفه في مدننا.
دبي مدينة تحبنا نحن السعوديين ونحن نحبها، حفظ الله مدننا في السعودية والإمارات، وكل الخليج، من كل مكروه.