من يشاهد المآسي في سورية، والقتل، واسترخاص الأرواح الذي يمارسه النظام على الشعب يدرك أن هذه المجازر لا تمارس إلى من ساديين يحبون التعذيب والقتل وقطع الأطراف، ويجيدون أساليب الاستئصال والقتل والتشويه والتعذيب. حين طالب البرلمان الأوروبي الأسد بالتنحي قبل يومين، وكذلك فعل إردوغان في كلمته أمس، كانوا يعلمون أن هذا الدكتور لو بقي في منصبه فترة طويلة فإنه سيقتل علاوةً على أربعة الآلاف الذين قتلهم بدمٍ بارد آلافاً آخرين، حيث أطلق شبّيحته في كل مكان، يضربون ويقتلون ويبتزون الناس حتى في مجالس العزاء وفي المدارس وأماكن التعليم والعيش والصحة.
هذه الوحشية تذكرنا بوحشية “هتلر” الذي كان يعتبر القتل تقدماً ونهضةً، والأسد اليوم يقوم بنفس الخطأ الفادح، حيث يقوم كل يومٍ بأخطاء جسيمة بحق شعبه وبحق الإنسانية جمعاء، فهو يرى أن قتل الشعب يعني إرساء النظام. كان هتلر يوصي إعلامه قائلاً: “اكذبوا اكذبوا اكذبوا..لا بد أن يعلق في ذهنٍ أحد من يصدق هذا” كذلك هو حال الإعلام السوري الذي ينقل الشوارع الفارغة يوم الجمعة، وينقل أحداثاً قديمة، ويعيد تصريحاتٍ بائدة انتهى زمنها، نعم هذه هي المشتركات بين هتلر وبقية القتلة، أن تقتل من أجل أن تنهض أو تحمي النظام، وأن تكذب مراراً حتى يصدقك أحد الذين يستمعون إليك ولو كانوا قلةً، وهم يتهمون الإعلام الذي ينقل المشهد كاملاً بأنه إعلام موجه، وبأن الذين يتظاهرون مجموعة من “المخربين”!
لا يستطيع الأسد ولا نظامه أن يكذب دائماً، فالضغوط الدولية تتتالى، يكفي الأسد خسراناً أنه خسر مجتمعه وخسر الشعوب العربية التي كانت لا تعرف عنه شيئاً، ثم عرفته من خلال صور الدماء والقتلى، المطالبات بتنحية الأسد ضرورية لأنها الوسيلة الأقوى لإبقاء الإنسانية زاهية، إن قتل طفل في سورية يساوي قتل طفل في لندن وأثينا وواشنطن، كل البشر إخوة، وفي القرآن الكريم: “ومن قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنّما قتل النّاس جميعاً ومن أحياها فكأنّما أحيا النّاس جميعاً” نعم إن القتل يوجه لا ضد الشعب أو تجاه السوري فقط وإنما تجاه الإنسانية قاطبة.
قال أبو عبدالله غفر الله له: ليتنحى كل الذين لا يقيمون للإنسان وزناً، الذين يهينون ويمتهنون ويسترخصون الأرواح، وهذه سنة الحياة أن القاتل يرتد عليه سلاحه إن عاجلاً أو آجلاً.