الأسماء السعودية المبدعة في شتى المجالات تستحق التقدير. وإذا كنا قد حصرنا التقدير بالميداليات وأسماء الشوارع لفترةٍ من الزمن، فإنني سعيد بأن فكرة ما قد لمعت في الأذهان لإدخال سيرة ماجد عبدالله في مناهج التعليم. ذلك أنه من المبدعين في المجال الرياضي، مع أن سيرته ليست خافيةً على أحد، ربما تكون الصعوبات التي واجهها، والأخلاق التي تمتع بها في الملعب طيلة مسيرته الكروية أبرز الملامح في سيرته. لكن ومع حماستنا لهذا التوجه علينا ألا ننسى أن ثمة عباقرة في الطب والكيمياء والفيزياء والفكر والأدب والفن هم طيّ النسيان، بل وأحياناً في مرمى قذائف التشويه.
هناك فرصة لأن نوسع هذه البادرة، لتشمل الآخرين من المبدعين، مثل عبدالرحمن منيف، وطلال مداح، وحياة سندي وسلوى الهزاع ورجاء عالم وغازي القصيبي والذي أقترح أن يقرر كتابه “حياة في الإدارة” في أقسام الإدارة والأدب معاً. ولو أردنا تعداد الأسماء المبدعة والعبقرية في السعودية لضاق بنا المقام. يمكن لأي مؤسسة أن تضع لجنةً علمية لاختيار الشخصيات ووضع منهجٍ يسمى “سعوديون مبدعون” ويضم المنهج عشر شخصياتٍ أو أكثر أو أقل تكون متنوعة. كما يمكن أن تضاف أسماء رياضية أخرى مبدعة، مثل يوسف الثنيان، والذي لا يقل قيمةً وعبقريةٍ عن ماجد عبدالله، بل هو في المهارات والسحر في الأداء أكثر عزفاً على وتر العين، فيضيف على الهجمة الكروية جمالاً فنياً.
السعودية مرت بتاريخ من إنتاج المبدعين رغم الصعوبات، ترى الأديب والفنان والمفكر واللاعب والفوتوغرافي وقد شقوا طريقهم بأنفسهم، إذ لا توجد الأكاديميات الراعية، بل إن الأدباء في السعودية يأتون بكتبهم من الخارج في أسفارهم في مشهدٍ يعبر عن كفاح من أجل شقّ الطريق، هذه هي النماذج التي تستحق الفخر والتقدير.
قال أبو عبد الله غفر الله له: ماجد عبدالله يستحق التقدير والدراسة، وكذلك النماذج الأخرى، هذه البادرة طيبة ومحمودة، لكن الأمل أن تتسع لتأخذ رقعةً أوسع من تغطية الشخصيات تبعاً لقيمتها وإسهامها ورفع سمعة بلدها شرقاً وغرباً. هذا مطلبٌ مهم للغاية في ظل تنامي النسيان لشخصياتٍ رحلت عن دنيانا ولم يعد لهم أي ذكرٍ وقد كتبتُ عنهم مراراً من قبل، هذا هو اقتراحي، والله من وراء القصد.