إن كان من شيءٍ لا بد أن ندافع عنه باستمرار فهو فقه الاختلاف. الناس ليسوا متشابهين في أفكارهم وآرائهم. منذ أن بثت حلقة “إضاءات” مع حمزة السالم وآراؤه تثير سجالاً واسعاً. على صفحته “بتويتر” يستقبل بكل رحابة صدر عشرات الأسئلة والاستفهامات ويدافع عنها بقوة استبسال. تختلف معه أو تتفق لكنه وضع حجراً كبيراً في مياه فقهية راكدة، فجاءت صيحته مدوية وأعلن عن استعداده للدفاع عن وجهة نظره أمام كل المجمعات الفقهية، وهو ليس بعيداً عن الشريعة بل درسها أربعة عشر عاماً، ووصفه سماحة المفتي بـ”الفقيه” كما قال ذلك في البرنامج، وفي مقالٍ له في زاويته بجريدة الجزيرة.
ماذا قال حمزة السالم باختصار؟
قال: “الربا لا يجري في الأوراق النقدية في المشهور عند المذاهب الأربعة”. ووصف المصرفية الإسلامية بأنها: “تبيح لنفسها الربا الأعظم، وأنها تمارس حيل أصحاب السبت”. وفي إحدى مناشداته قال: “أقول لقومي متى سنبدأ بالنظر إلى الواقع الحقيقي لاقتصادنا اليوم ونترك عنا ترديد قصص القصاصين الذين يداعبون مشاعر الناس بتلبيسها بالدين ونترك عنا أساطير ما يسمى بالاقتصاد الإسلامي الذي ما هو والله إلا ترديد لبقايا أطروحات الاقتصاد الاشتراكي، وما نتج عنه من صيرفة حيل هي أسوأ وأسخف من حيل معشر بني يهود”.
هذه الرؤية جديدة لكنها لم تنبت كالكمأة بلا جذور فقيهة، بل إن رؤيته مستندة على فقه ووعي، ويمكن مناقشتها معه من دون تجريم، الغريب أن الفقهاء أو بعضهم من الذين يردون عليه يرفضون مناقشته، وحين زار بعضهم استنكف عن الحديث معه. الدكتور السالم لديه مشروع لإنقاذ الاقتصاد من ألاعيب كبيرة وكثيرة، ولا يمكننا أن ننفي قيمتها بتجاهلها، بل لا بد من المؤسسات المعنية فقهية أو إدارية من الأخذ بعين الاعتبار لهذه الرؤية المتطورة.
قال أبو عبدالله غفر الله له: يجب أن ندافع عن حرية الإنسان بإبداء رأيه، وأن ندافع عن حرية الإنسان بنقد الرأي الذي طرح، هذه أدبيات من المهم أن نتمسك بها، السالم قال بآراء موجودة في كتب الفقه فلماذا يخافون منه؟ ولماذا يهاجمونه؟ ولماذا يكيلون له الهجوم الشرس والاتهامات الباطلة؟ اسمعوا من حمزة وناقشوه، فالهجوم أو التجاهل لا يلغي الفكرة ولا يحطمها ولا يبددها.