يبني الكاتب علاقة مع جملة من القراء الكرام، منهم من يراسلك باستمرار، ويقرؤك بإدمان، على أن هذه المتابعة ليست معياراً للموافقة بالضرورة، فمنذ فترة طويلة يبعث لي القارئ عبدالسلام التويجري ليعلن مخالفته لآرائي، ورفضه لها.
بالأمس وصلتني منه رسالة، أحببت أن أشرككم في قراءتها، وأؤكد على أن كثيرين يشاطرون السيد التويجري رؤيته في مخالفتي أحياناً، لكن هذا لا يعني منطقية مخالفتهم أيضاً، بالضرورة.
يقول عبدالسلام تعليقاً على مقالي أمس: “حبك للأمهات حب غير صادق، لقد قتلت الأمومة يا تركي.
أنت تعمل تحت إمارة ورهن إشارة من مسخ أخلاق أمهات المستقبل.
أنت تعمل بوعي أو بدون وعي على تدمير أمهات المستقبل.
أنت جزء من مشروع تغريبي يسعى لتدمير أمهات المستقبل.
سوف يأتي اليوم الذي تسيء فيه لأبنائك وأحفادك الذين سيتاورون خجلاً عندما يذكرون أنهم من صلبك.
تتكلم وكأنك حمل وديع وأنت تعمل مع الضباع المتعطشة لنهش أعراض بنات المسلمين.
أسأل الله أن يهديك وأن ينفعك بعلم كلية أصول الدين.
وألا يكون ما درسته حجة عليك يوم لا ينفعك لا عبدالرحمن الراشد ولا وليد البراهيم.
ولا حتى أمك الحبيبة غفر الله لها”.
وأشكره لدعائه لي ولوالدتي، وإن اختلفت معه في قضايا أخرى منها افتراض أن من يخالفك في قضية من القضايا، منساق في مشروع تغريبي يهدف إلى تدمير نساء المسلمين، وأمهات المستقبل. الرسالة السابقة، من القارئ المداوم للمراسلة، هي الألطف، بين رسائل؛ يسأل الله فيها أن يأتي اليوم الذي ينتقم فيه منا على إفسادنا للأمة!
مشكلة الأخ الكريم، أنه يعتقد جازماً أن رؤيته هي صواب لا يحتمل الخطأ ورؤية غيره خطأ لا يحتمل الصواب، فيما كان الإمام الشافعي رحمه الله، يقول “رأينا صواب يحتمل الخطأ ورأي غيرنا خطأ يحتمل الصواب”!
مشكلة كثير منا، هي أننا من دون أن ندري نعلن أننا وحدنا من يدرك الصواب، ويعرف الحقيقة المطلقة، التي لا يخالطها احتمال، ولا يساورها شك، ونحن الكاملون، وغيرنا المنغمسون في الفساد والخطيئة!