أبو تمام هو شاعر العرب، أحد أمراء البيان، في شعره قوة وجزالة، واختلف في التفضيل بينه وبين المتنبي والبحتري، له تصانيف، منها فحول الشعراء، وديوان الحماسة، ومختار أشعار القبائل، هذه واحدة من روائعه
يقول فيها:
إنَّ عهداً لو تعلمانِ ذميما
أَنْ تَنَامَا عَنْ لَيْلَتِي أو تُنِيمَا
كنتُ أرعى البُدُورَ حتَّى إذَا ما
فارَقُوني أمسَيْتُ أرعَى النُّجُومَا
قَدْ مَرَرْنا بالدَّارِ وهْيَ خَلاءٌ
وبكينا طلولها والرسوما
وسألنا ربوعَها فانصرفْنا
بسَقَامٍ وما سَأَلْنا حَكيمَا
أصبَحَتْ رَوْضَة ُ الشبَابِ هَشِيماً
وغدتْ ريحُهُ البليلُ سمومَا
شعلة ٌ في المفارقِ استودعتني
في صَمِيمِ الفُؤَادِ ثُكْلاً صَمِيما
تستثيرُ الهمومُ ما اكتنَّ منها
صعداً وهي تستثيرُ الهموما
كُلَّما زُرْتُهُ وجَدْتُ لَدَيْهِ
نَسَباً ظاعِناً ومجْداً مُقيما
أجدرُ الناس أن يُرى وهو مغبو
نٌ وهيهاتَ أن يُرى مظلوما
كلُّ حالٍ تَلْقَاهُ فيها ولكنْ
ليس يُلقى في حالة ٍ مذمُوما
بصوت: د.علي بن تميم