هذه واحدة من روائع شاعر العرب أبو تمام، أحد أمراء البيان، عرف ببديع قوله، وبأن في شعره قوة وجزالة، واختلف في التفضيل بينه وبين المتنبي والبحتري، له تصانيف، منها فحول الشعراء، وديوان الحماسة، ومختار أشعار القبائل، ونقائض جرير والأخطل، هذه واحدة من روائعه. يقول فيها:
أجلْ أيها الربعُ الذي خفَّ آهِلهْ لَقَدْ أَدرَكَتْ فيكَ النَّوَى ما تُحاوِلُه
وقَفْتُ وأحشَائي مَنَازلُ للأَسَى بهِ، وَهْوَ قَفْرٌ قَدْ تَعَفَّتْ مَنازِلُهْ
أُسَائلُكُمْ مابَالُهُ حَكَمَ البِلَى عليهِ، وإلا فاتركُوني أسائِلُهْ
لَقَد أحسَنَ الدَّمْعُ المُحَامَاة َ، بَعْدَما أَسَاءَ الأسَى إِذْ جَاوَرَ القَلْبَ دَاخِلُهْ
دعا شوقُهُ يا ناصرَ الشوقِ دعوة ً فلَبَّاهُ طَلُّ الدَّمْعِ يجْري ووَابِلُهْ
وقَفْنَا عَلَى جَمْرِ الوَدَاعِ، عَشِيَّة ً ولا قلبَ، إلا وهوَ تغلي مراجلُهْ
تيقنتُ أن البينَ أولُ فاتكٍ به مذ رأيتُ الهجرَ، وهوَ يغازلهْ
يُعَنفُني أنْ ضِقْتُ ذَرْعاً بنَأْيهِ ويَجْزَعُ أَن ضاقَتْ عليه خَلاخلُهْ
بصوت: د. علي بن تميم
مونتاج: نجيب زيتوني