كان الأسبوع الماضي بالنسبة للشيخ سلمان العودة أسبوع الأحداث الرياضية!
قبل أيام التقى لاعبي نادي النصر وأعضاء مجلس إدارته، في منزل أحد الشرفيين، فألقى فيهم محاضرةً عن “التفاؤل”، وقالت بعض التغطيات إنه استثار حماسة النصراويين، وطالبهم بعدم اليأس. لكننا التقطنا تغطية تلفزيونية، يتحدث فيها الشيخ قائلاً إنه لو كان في المعسكر الثاني لقال لهم ذات الفكرة. وغني عن القول أنه قال ذلك وقد بدت نواجذه. وظهرت روح النصر في مباراتهم مع الهلال حيث فاقوا التوقعات بلعبهم وحماستهم وركضهم، ولكن الرياح لا تجري بما تشتهي السفنُ، ولو في وسط الصحراء، فالمباراة كانت في الرياض.
تناقلت بعض الصحف أن الشيخ قال للاعبي النصر: “لا يجب أن تيأسوا حتى من الهلال”. بعض المـُتربصين رأوا أن الشيخ لم يستطع حبس ميوله النصراوية. أحد البريداويين قال إن سلمان العودة بعد خروجه من قرية “البصر” وقبل أن يسكن حي “النازية” سكن في حي “الهلال”!
لكن المفارقة أن ثلةً من سكان “حيّ الهلال” هم من النصراويين! وربما دخل الشيخ في سياق هؤلاء النصراويين؛ خاصةً ومشاهدتكَ لملامح الشيخ وهو بين لاعبي النصر يـُذكّركَ بقول الشاعر:
تراه إذا ما جئته مُتهللاً … كأنك تعطيه الذي أنت سائله!
التنافس الشديد لكسب سلمان العودة امتدّ ليشمل أندية مدينته، بريدة، “الرائد” و “التعاون”، حيث نقلت جريدة “الحياة” عن الشيخ سلمان أنه: “تلقى دعوة لإلقاء محاضرة في “نادي الرائد” قبل أن يقدم اعتذاره لارتباطه ببرنامج تلفزيوني في العاصمة الرياض، إلا أنه فوجئ بتلقي دعوة مماثلة خلال ساعات فقط من الغريم التقليدي “التعاون”، ما جعله يشعر بالتنافسية بين الفريقين”. لكن العودة فضّل الحياد بين الفريقين.
النزاع على ولاء الشيخ بين الفريقين الأبرز في مدينة الشيخ “بريدة” يـُفسّر مستوى حماس الناس لمعرفة ميول الشيخ سلمان الرياضية.
قال أبو عبدالله غفر الله له: الشيخ العودة من المناصرين للرياضة، ولا يرى في ممارسة المرأة للرياضة بين النساء في جوّ محتشمٍ بأساً، إذ يقول في برنامج “حجر الزاوية” في حلقة “الترويح” التي بثت في 26 سبتمبر 2007: “جسد المرأة يحتاج إلى الرياضة سواء كانت هذه الرياضة عفوية بالقيام والقعود والدخول والخروج والعمل أو كانت مرتبة في جو آمن ومحتشم”. سلمان العودة، في مواقفه وفي أفكاره يحثّ على الرياضة وممارستها، ولا يرى في التشجيع بأساً، وإن أخفى ناديه المفضل لئلا يخسر مريديه من الهلاليين أو النصراويين. وأظنّ أن التحليلات التي تجعل الشيخ نصراوياً، سرعان مما تتهاوى فيما لو زار نادي الهلال، وحينها سيقارن الناس بين “التهللين” وبين “الابتسامتين”.
جميع الحقوق محفوظة 2019