بتعيين الأمير نواف بن فيصل رئيساً عاماً لرعاية الشباب يبدو التساؤل منطقياً: ماذا يريد الشباب من نواف؟! الرئيس الجديد، في منتصف الثلاثينيات من عمره، وصار على رأس أعلى منصب خاص بالشباب والرياضة بأنواعها وأصنافها، في بلد أغلبية سكانه دون سنة الثلاثين، ما يجعل الرهان عليه كبيراً، والمسؤولية التي يحملها صعبة جداً، فندعو له بقدر ما نرجو منه، لكننا نذكره، ونحسبه يعرف ذلك جيداً، بأن الناس لا ترحم، وأن وسائل التعبير، باتت تهز الإدارات الضعيفة، ووسائل الإعلام الجديد أسقطت رؤساء دول، فكيف بغيرهم!
ننتظر أن يثبت الأمير الشباب لكل المتابعين لمسيرته الإدارية والكروية أنه في صف الشباب بكل أعماله، ونترقب مساعدين له من الشباب المؤهل، المتحفز للتغيير الإيجابي، والعمل المبدع، ورفع راية الوطن في كل المحافل.
يعجبني في بعض رؤساء المؤسسات الرياضية في العالم حضورهم لتدريبات فرقهم، ولبس البدلة الرياضية و”الطقطقة” بالكرة مع بقية اللاعبين والقرب الشديد منهم وتلمس حاجاتهم، لذا أتمنى أن ينزع الأمير أحياناً بشته كما فعل من قبل، وأن يكون شاباً يعتني بالشباب، فالشباب لا يرتدون البشت إلا مرة في العمر، عند الزواج، وليس من العادة أن يمارس الإنسان هذا الطقس أكثر من مرة، ومن يدير الناس، يحصل على ما يريده منهم إذا كان جزءًا منهم!
ثم إننا مع تقديرنا للخبرات في الرئاسة، بحاجة إلى الكثير من الدماء الشابة، فأزمة العمر، تسيطر على العالم العربي، ونحن نحتاج لإدارة هذا الملف بشيء من التطمين للشباب، فكما أنهم عماد كل أمة، هم وقود يمكن استخدامه سلبياً وإيجابياً.
المهمة كبيرة، والمنصب تكليف لا تشريف، والواجب أن ننهي مشجب المدربين، ومقصلة المدراء الفنيين، فهو قد ينفع مرة، لكنه لا ينفع كل مرة، وكما أشار زميلي محمد الرطيان، أن الوطن فوق الأندية، وأن ثنائية (الهلال والنصر)، كمثال، يجب أن تغيب عن أعين من يرعى الجميع، مكلفاً على القيام بمصالحهم ورعاية شؤونهم.
منصبك يا نواف بن فيصل، ليس للرياضة وحدها، بل هو للشباب والرياضة، فانشغل بالشباب، وفكر بهم، وواكب تطورهم، وانغمس في حياتهم، وتلمس احتياجاتهم، وكن لهم عوناً، وتحول جسر خير بينهم وبين القيادة، فهذا الدور عظيم، وقيامك به كما يجب، سيشهد لك به التاريخ، إن لم ينصفك الحاضر.
أيها الأمير الشاب، أذكرك بما يردده أعمامك، أن المنصب موضع لخدمة المواطنين، صحيح أنك رئيس قطاع الشاب، لكنك تتشرف بخدمتهم، كما فعل أجدادك وأعمامك، وأنت أهل لذلك، وفقك الله، وسدد خطاك، وأعانك على مهامك.