في السفر لديك وقت قصير من جهة، وأماكن كثيرة لزيارتها من جهةٍ أخرى. المعادلة السياحية تقتضي أن تزور أكثر الأماكن أهمية. أن تبدأ بالأولويات. لا يمكنك مطالعة تاريخ دولة أو حضارة أمة في عشرة أيام. تحتاج إلى زيارات كثيرة وطويلة. هذه هي المشكلة العميقة التي تعتبر أبرز مشكلة تواجه السائح. بعض الأماكن لا تتيسر زيارتها دائماً. في السابق كان يمكن للسائح الاستعانة بما تيسر من كتيبات، أو العثور على رحلة مع آخرين ضمن مكتب سياحي من المكاتب الموثوقة لا المكاتب التجارية التي تغش زبائنها، لكن اليوم لدينا كشف جديد.
قبل أيام أعلن عن برنامج جديد طوّره باحثون في موقع “ياهو”، يعتمد على قاعدة بيانات للملايين من الصور المحمّلة على موقع “فليكر” لعمل دليل مفصل عن الأماكن التي يُنصح بزيارتها، ووضع برنامج لمن يود القيام بأي زيارة.
“مونمون دي شودري”- التي عملت على المشروع مع زملاء لها من مختبرات “ياهو” البحثية في نيويورك ودول أخرى، والتي تعمل حاليا في جامعة ولاية أريزونا في تمب- تقول في حديث نقلته مجلة “تكنولوجي ريفيو” الأمريكية: “إذا كان لدي يومان سأقضيهما في روما، على سبيل المثال، فعلي حاليا قضاء ساعات لتصفح مواقع على الإنترنت مثل تطبيقات الأسفار (ياهو ترافل) والبحث عن خرائط على شبكة الإنترنت من أجل الوصول إلى دليل بسيط لقضاء الوقت. وقد فكرنا في استخدام ما يقوم به الناس”.
وقامت دي شودري مع زملائها بتطوير واجهة تفاعل بسيطة يمكن استخدامها لإنتاج تفاصيل تتيح ملء عدد محدد من الأيام داخل مدينة ما. وتستخدم بيانات “فليكر” لملء الوقت المتاح بزيارات إلى المقاصد الأكثر شعبية وتحديد مدة الوقت التي يجب قضاؤها في كل من هذه المقاصد على حدة. واختير برنامج الزيارات لتقليل وقت السفر.
قال أبو عبد الله غفر الله له: وبصفتي إنسانا مسفارا، ألحق بالأماكن وتجذبني الآثار، أعجبتني هذه الفكرة الجميلة، ستخفف على الكثيرين من وطأة اللحاق بالأماكن الضرورية، فلربما فرح البعض بزيارة مكان ليس هو المهم، بل ربما لا يستحق الزيارة. ربما لحق بمتحف على بعد مئات الكيلومترات، بينما لم يزر متحفاً أهم منه بكثير ولا يبعد من مكان سكنه سوى أمتار. هذه هي مشكلة المسافرين إلى البلدان ذات الحضارات المتعددة والعريقة وذات التاريخ الإنساني الطويل.
قلتُ: وهو برنامج مهم خاصةً للمسافر السعودي، الذي عرف عنه في كل بلدان العالم عشق المتاحف والآثار، وكراهية السهر، وعشق النوم المبكّر، والبحث عن تاريخ كل بلد يزوره. فلا سهر ولا عبث ولا قمار، وحدها المتاحف والآثار، أخذت لبه الكبير، واستهوت تفكيره المنير!