من أجمل ما تراه بدأ ينتشر في العالم العربي كافة وفي دول الخليج بخاصة مجموعات القراءة بين الشباب من الجنسين.
فمن البحرين حيث تجد مجموعة تاء الشباب، وكلنا نقرأ، إلى الكويت حيث مشروع إحياء الثقافة (الجليس)، بشعاره الذي يكسر فيه حدة الشعارات الثقافية الجامدة حيث استخدموا: “وايد”، وهي واجد بلهجة أهل الخليج الذين يقلبون الجيم ياء، والمعنى “كثيراً” أحب القراءة، وليس نهاية بمشاريع تفاعلية جميلة في الرياض والدمام وجدة.
يقول شباب مشروع جليس: عندما كنا نجوب الجامعات لتسويق المشروع في الموسم الأول، وكنا نسأل الشباب: هل تحبون القراءة؟ كانت الإجابة من أغلبهم تأتي بتلقائية: (وايد)، فاخترنا الشعار لموسمنا الثاني.
الجليس هذا المشروع الذي يشجع على القراءة والكتابة، حيث التقيت أعضاءه الناشطين على هامش معرض الكويت للكتاب، وهو مشروع غير ربحي، يقوم عليه متطوعون من الشبان والشابات الكويتيين، الذين تجد الحماسة في أعينهم، والطموح يكاد يتفجر إيجابية وعطاء ومحبة لوطنهم ولثقافتهم. أدرك هؤلاء أن الثقافة يجب ألا تقتصر على مؤسسات الدولة الرسمية، والشخصيات الثقافية الكبيرة، مع حفظ حقوق الجميع، بل لا بد للجيل الشاب أن يبادر ليطرح أفكاره بلغته وأسلوبه، وتقنياته وحضوره، وحتى يؤكدوا صلة الشباب بجميل الماضي، استعاروا من مولانا أبي الطيب المتنبي وصفه للكتاب بخير جليس ليختاروا (الجليس) لمشروعهم:
أعز مكان في الدُنا سرج سابح
وخير جليس في الزمان كتابُ
إن أجمل ما في مجموعات القراءة، أنها تحرض على التميز، وتحث على الإنجاز، وتقيل عثرة النفس، وترفع الكسل، فالعمل الجماعي يرأب صدع الوحدة، ويمنع الركون إلى الدعة.
وفي مجموعات القراءة تُناقش الأفكار، فتشدُ الفكرةُ الفكرة، وتتلاقح الأفكار، وتنضج الرؤى، فهنيئا لنا بالشباب المتحفز في بلداننا، فهم عماد التغيير، ولب التحول الإيجابي، ذلك التغيير الذي لا يلغي القديم، بل يستند إليه، ويجدد فيه، ويعمل على تطويره.