مع كل حدثٍ يمر علينا نحن معاشر السعوديين نتساءل عن الإجازة! أياً كان هذا الحدث، زيارة مسؤولين، وفاة قائد، غبار يكتنف الأجواء، أو مطر يغسل الشوارع، كل الأسئلة تدور حول الإجازة ومدى صحة الحديث عن أمر المسؤولين بها. مع أننا “غير ناقصين” إجازات، ولو جمعنا الإجازات التي يتمتع بها الفرد السعودي لأصبنا بالذهول، وخاصة حين نقارنها بالأمم الأخرى. فالشعب الياباني من أكثر شعوب العالم حرماناً من الإجازات، إذ لا يتمتع إلا بتسعة أيامٍ في السنة. تأتي في المرتبة الثانية الولايات المتحدة بمعدل 17 يوماً، بينما تعلو نسبة أيام العطلة لدى الفرنسيين إذ تصل إلى 34 يوماً في السنة.
الإجازة ليست عيباً، بل هي من حقوق الإنسان الموظف، وهي من حقوق العمال بلا شك، وخاصة حين تكون الإجازة السنوية مدروسة ومعلومة بتفاصيلها من ناحية الترتيب للسفر، أو التجديد لدماء العمل، أو الارتياح النفسي والجسدي. لكن الذي يثير العجب الحديث عن الإجازات الطارئة التي تقررها الحكومة. مع كل الأشهر التي ينعم بها الفرد بإجازةٍ سواء إجازة الربيع، أو إجازة الصيف، أو إجازة الحج، أو عيد الفطر، مع كل هذه الإجازات لا يزال البعض تسكنه “أحلام الإجازات”. كلما مرّ موكب في شارع الملك فهد بالرياض يحمل رئيساً أو مسؤولاً سرت الشائعة مثل “سرية الغيم بالليل” ولا تسأل عن الإشاعة إذ تكون قد تغلغلت في أحاديث الناس وسوالفهم!
بالتأكيد حين انعقدت إحدى القمم في الرياض أعطي أهل الرياض إجازة بسبب ازدحامها بالوفود بالآلاف، وبسبب التشديد الأمني، وهذا له ما يبرره، وتقوم به دول العالم، لكن الهمسة التي أريد إيصالها من خلال هذا المقال، أن الإجازات لا يُذهب إليها، وإنما تنتظر حتى تأتي. البعض نصّب نفسه ناطقاً بديلاً عن “واس” تجده يطلق التصريحات يميناً وشمالاً من دون أي حسابٍ لمثل هذه الشائعات وتأثيرها على الناس البسطاء الذين لا يدخلون بالضرورة إلى الانترنت، وليست لديهم تلفزيوناتٍ أصلاً.
قال أبو عبدالله غفر الله له: الإجازات التي لدينا تكفي، لنذهب إلى أعمالنا، ولننجز ما بين أيدينا من مهام. فالانتظار الكسول ليومٍ من هنا أو هناك لا يجدي نفعاً، طابت لكم الأعمال، كما ستطيب لكم إجازة الحج بعد أيام.