كل شيء مستتب و”كويس” هذه هي الاستراتيجية التي تقوم عليها أخبار القناة الأولى!
تتفجر الأرض تحت سكان جدة وتنهمر عليها السماء بماءٍ غزير ويصدر أمر الملك، لكن لا مراسلين من قلب الحدث، فقط مجموعة من الصور العادية التي أبرزتها على استحياء. وفي ساعة الكارثة كانت القنوات السعودية كلها غافلة عن الحدث. ولم يبدع في نقلها إلا “اليوتيوب”.
أحرج اليوتيوب منذ زمنٍ قناتنا الأولى، ترى الأخبار فلا ترى فيها أي خبر، فقط تكرار لما ورد في “واس” من دون أن يأتي أي خبر عاجل أو تغطية خاصة، أو صور انفرادية ينفرد بها التلفزيون السعودي عن غيره. القناة الأولى هي المسؤولة الأولى عن نقل كل الأخبار التي تهم السعوديين، ولا أستثني القناة “الإخبارية” التي كانت تبث برنامجاً وثائقياً من الدرجة الرابعة أثناء غرق السعوديين في جدة.
نفس الحرج وقعت به القناة الأولى باعتراف وزير الثقافة والإعلام عبدالعزيز خوجة في صفحته على “الفيسبوك”. نقلت جريدة “سبق” الإلكترونية أن خوجة: “وصف ما حصل في أخبار القناة الأولى عن أحداث مصر، بالخطأ المهني الفادح، وقال في صفحته في الفيسبوك: إنه تم التعامل معه، وكانت نشرة الأخبار على القناة السعودية الأولى قد بثت خبراً ذكرت فيه أن الحياة قد بدأت تعود تدريجياً إلى طبيعتها في مصر، عقب انتهاء فترة حظر التجول الليلي التي استمرت من الساعة الثالثة عصراً حتى الثامنة صباحاً، فيما عزز الجيش من وجوده وسيطرته في مختلف المحافظات، ونقلت القناة عن وكالة أنباء الشرق الأوسط أن حركة وسائل النقل في القاهرة بدت عادية سواء على الطرق أو الكباري، كما شوهدت طائرة عسكرية في سماء القاهرة للاطمئنان على سير الأمور بشكل طبيعي، وذكرت القناة أن القاهرة بدت طبيعية بعد خمسة أيام من الاحتجاجات التي قُتل فيها 100 شخص، كما ذكرت مصادر أمنية وطنية”.
يعني أن شبكة القنوات التي تنقل الحدث مباشرةً بكل اللغات في كل أنحاء العالم على باطل، وقناتنا المستيقظة والتي لم تتثاءب يوماً ولم تقصّر مع أخبار السعوديين يوماً هي التي على حق! القنوات السعودية تصرف عليها ميزانيات ضخمة، نتمنى على الأقل أن تتطور، أن تستضيف السعوديين في البرامج السياسية والاقتصادية، أحد البرامج السياسية يكلف نفسه بأقمارٍ صناعية مستضيفاً مجموعة من “ديناصورات التحليل السياسي” والمجتمع السعودي والرياض تحديداً تعج بالشباب المتابعين الذين يستحقون أن يكونوا ضيوفاً على تلفزيونهم. هذا هو عتبي على قناتنا الأولى التي نشأنا عليها!