– لو فتَّشتُ في كلمات اللغة بحثًا عن كلمة واصفة لتركي الدخيل، فسأقف عند كلمة واحدة: الأناقة!.
– أقصد الملبس أيضًا، لكنه يتأخَّر في الترتيب، يتقدَّم ما هو أهم وأجدر: أناقة اللغة والتعبير، أناقة النفس المتعوب على تهذيبها بصبر ووعي، أناقة الحضور، وأناقة الصُحبة، وأناقة الرأي واحترام الرأي الآخر..
– في كل مرة التقيت فيها تركي الدخيل، لقيته قادرًا على منح المكان الذي نكون فيه «أُبَّهة» نقيَّة، مُثقلة بخفَّة الظل ومضيئة بالنباهة ومؤطَّرة بالالتزام، ومع ذلك وبسببه هي «أُبَّهة» مُفرغة من الغرور والتعالي.
– قلَّة من الرجال يمتلكون قدرةً على مثل هذه الخلطة التي تُكسب أصحابها هيبةً مُستحقَّة. ليست هيبة سلطة أو منصب أو جاه، بل هيبة من أثر التدفقات الإنسانية المُشعة. هيبة وسيمة!.
– ومن الأناقة أن يُشعرك مُحدِّثك برغبته الحقيقية في معرفة ما تعرف ليضيف إلى معرفته أو يحاورها من جديد، لا ليختبرك في ذلك ولا لينتظر زلَّةً منك أو فلتة لسان ليبدأ المؤاخَذة!، وفي هذا الأمر تحديدًا، بدا لي تركي الدخيل دائماً، أحد أكثر الرجال أناقةً على الإطلاق!.
– في حياتي كلها، لا أتذكَّر أنني مررت بأكثر من ثلاثة أو أربعة أشخاص، يمكن لأحدهم بعد حوار فيه شيء من الاختلاف في وجهات النظر، أن يقول بكل ثقة وأُلفة وجسارة: لديَّ الآن زاوية أخرى تستحق إعادة النظر!. تركي الدخيل واحد من هؤلاء الثلاثة أو الأربعة!.
* كاتب وشاعر سعودي