تزاملنا وتصادقنا لربع قرن. فكيف أكتب عن أبي عبدالله في عجالة و… في سطور؟
تركي مثابر عندما يحدد هدفه. لا يستكين ولا يهدأ حتى يصل. بدل مواقع وأمكنة وأكثر الانتقال من مكان إلى آخر. لكنه ظل أميناً لقلمه، لحبه وولعه الدائم بالقلم. لا يهمه الموقع أو الكرسي. كرسيه الإعلام، والحوار الدائم، والبحث عن المعرفة. لذلك حمل معه كرسيه وقلمه أينما ارتحل… وسيظل أميناً لهما مهما طال السفر والترحال.
رجل لا يحب القعود. على قلق دائم متمثلاً بالمتنبي، شاعره المفضل. وفي كل مكان حل فيه ترك بصمة، وخلف صداقات يسبقه إليها جيش من الابتسامات. يحافظ عليها بإصرار وثبات.
تركي لا تختصره صفة، ولا يحبسه انتماء إلى موقف أو فكرة. دائم البحث والتعلم والحوار والنقاش. لكنه ثابت على الثوابت والقناعات، وإن تنوعت اهتماماته وانشغالاته من الصحافة إلى التلفزيون والنشر… فالهدف أولاً وأخيراً تعميق مساحات اللقاء مع الآخر. وهذا سر نجاحه وطيب معشره ومجلسه وكرم أخلاقه.
سيظل أبو عبدالله يحمل قلمه أينما حل. سيظل وفياً لمهنة المتاعب، وأصدقائه، وزملائه الكثر فيها سواءً شرقوا أو غربوا.
تمنياتي لك بالتوفيق، وهو لم يخذلك، ولن يخذلك، ما دمت على عهدنا بك أميناً وفياً.
*صحافي لبناني