يقدم الكاتب السفير الأستاذ تركي الدخيل مشروعاً مهماً ونبيلا منذ فترة بكتابته مقالات بانورامية عن حياة وسيرة بعض الرموز في مجالات الأدب والإعلام والثقافة، يقدمها تركي بأسلوب فاخر ومعلومات مهمة ومثيرة حرص على التفرد بها وإضافتها إلى ما هو معروف عن تلك الشخصيات لتصبح مقالاته أشبه بالوثائق الإعلامية المتميزة التي تفيد القارئ والباحث في آن.
يهمني بشكل خاص الإشارة إلى ما كتبه تركي عن شخصيات إعلامية بارزة ومثيرة مثل الأستاذ تركي السديري رئيس تحرير الرياض الشهير رحمه الله، والأستاذ عثمان العمير رئيس تحرير صحيفة الشرق الأوسط الأسبق وناشر صحيفة إيلاف وأخيراً الدكتور هاشم عبده هاشم الرئيس الأشهر لصحيفة عكاظ، أمد الله في عمريهما. هذه الشخصيات وأمثالها، بالإضافة إلى ضرورة معرفة الأجيال الحاضرة والقادمة بها كبصمات في عالم الصحافة، فإنها عاصرت تأريخاً وطنياً طويلاً حافلاً بالأحداث والتحولات ومراحل بالغة الأهمية في تأريخ المنطقة العربية وعلاقات المملكة بالمتغيرات السياسية الاقليمية والدولية، وشهدت قرارات وطنية تأريخية كان لها دور كبير في المتغيرات التي عاصرها المجتمع السعودي. ولكم أن تتخيلوا ما الذي عرفه وعاصره وشاهده صحافي بموقع رئيس تحرير منذ بداية ثمانينات القرن الماضي إلى هذا الوقت، وماذا سيعرف المهتمون من معلومات لو أرخى لذاكرته العنان لتسرد ما اختزنته. نقول ذلك مع معرفة أن بعض المعلومات قد لا يتاح نشر تفاصيلها لأسباب موضوعية في تقديرهم، لكن بإمكاننا الاستفادة من الكثير غيرها.
قبل فترة كنت أتحدث مع أستاذنا الدكتور هاشم عن ضرورة الإسراع في تقديم مسيرته الصحافية للقارئ وسررت كثيراً عندما أخبرني أنها على وشك الصدور، وهذا ما نرجوه من أستاذنا خالد المالك رئيس تحرير الجزيرة وعثمان العمير وأي صحافي مخضرم عمل طويلاً في الصحافة.
مذكرات وذكريات وسيرة أي صحافي خصوصاً الرموز التي تصدرت مواقع المسؤولية في الصحافة لزمن طويل هي توثيق لتأريخ وطني بقدر ما هي تخص أصحابها، لذلك نتمنى على الذين ما زالوا بيننا أن يبادروا إلى إصدارها، ونرجو ممن كانوا قريبين من الرموز الراحلة التي لم تكتب سيرتها أن يفعلوا ذلك وفاءً لهم وتلبية لحاجتنا لها. ولعل ما يكتبه تركي الدخيل دافع ومحفز لهم.