فاطمة عطفة (أبوظبي)
كتاب موسوعي يحتفي بفكرة التسامح في أسمى معانيها الإنسانية، كان أول أمس، موضوع جلسة الحوار في «صالون الملتقى الأدبي» مع الكاتب تركي الدخيل، سفير المملكة العربية السعودية في الإمارات، والكتاب بعنوان «التسامح زينة الدنيا والدين»، وقد أهداه الكاتب بخط يده: «إلى أم الإمارات… شريكة كفاح زايد الخير، رحمه الله…»، وذلك بحضور سعيد حمدان الطنيجي، مدير إدارة النشر في دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، والباحث رشيد الخيون، وأدارت الحوار أسماء صديق المطوع، مؤسسة الملتقى، حيث رحبت بسعادة السفير والضيوف.
وقد أكد تركي الدخيل على الدور الريادي الذي قامت به سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية «أم الإمارات» في سبيل تعليم المرأة وعملها وتحمل المسؤولية في أعلى المراكز بالدولة، ومساواتها بأخيها الرجل في المهام والرواتب. وأضاف قائلاً: أنا موجود في الإمارات منذ 20 سنة وأحببت هذه الأرض، وقد قرأت عن كل ما قدمته سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، وكتبته بتجرد، لأن التسامح يقوم على التساوي بين الرجل والمرأة.. المغفور له الشيخ زايد «طيب الله ثراه» صنع مجتمعاً مدنياً متنوراً، وقد التقطت سموها هذا، مدركة أسس قيام مجتمع مدني متحضر كما يريد الوالد زايد، فشجعت الفتيات على دخول المدارس، وكانت تكرم الطالبات المتفوقات وأمهاتهن، كما كان يكرمهن المغفور له الشيخ زايد، وهذا أصبح عادة مقبولة في القبيلة والأب يفتخر بابنته لأن زايد كرمها.
وأشار الدخيل إلى أهمية التسامح الذي يؤمن به، وقد اتخذته الإمارات والمملكة العربية السعودية ومصر قانوناً رسمياً لأن الموضوع كان ملحاً، وشرح أن التسامح ليس المقصود به أن نعتذر ولكن أن نتفهم ونعرف ما نحن عليه، ودعا إلى قراءة التراث قراءة تنويرية، مؤكداً أهمية الحوار والإجابة عن تساؤلات أولادنا بوعي وحكمة، لنفتح آفاقاً لهم.
وحول دور المثقف والمعايير التنويرية التي يجب اتباعها، قال إن التسامح من دون تشريعات سيكون ناقصاً، لأن مهمة الدولة المدنية أن تحافظ على فكرة معتقدات الجميع، والمثقف فقط يستطيع أن يقول كلمته ويمضي، لكن مشكلة المثقف أنه خلق جداراً عازلاً بينه وبين الناس، لم يتنازل من برجه العاجي، ويتحدث مع الناس، ونوه بأهمية وسائل التواصل الاجتماعي بأنها قدمت لنا الكثير، وأوصلت أصوات الكثير من المهتمين، لكن وفي الوقت نفسه نقلت أسوأ ما لدينا من عادات.