ماذا لو أراد مجموعة من الشباب تأسيس مشروع إعلامي يخص همومهم في السعودية، هل يستطيعون؟.
بعض الدول العربية وضعت من بين شروط فتح محلات الأحذية وشراء الدراجة المجيء بورقة من الاستخبارات! بات الإبداع في مجال التعبير والرأي شبه مستحيل. بينما في أوروبا استطاع الطلاب السعوديون أن يحققوا بسهولة حلم فتح إذاعة إلكترونية شبابية خاصة بالمبتعثين السعوديين في بريطانيا.
إنه حلم تحقق بسبب توفر حرية الفضاء وحرية الواقع!
اسم الإذاعة “صوت المبتعث”، وفواز الريمي المعدّ لفقرات الإذاعة يقول: “صوتنا وصل إلى الأسماع، وفكرتنا استوحيت من الجمعية السعودية بجامعة جلاسكو كاليدونين بمدينة جلاسكو، حيث تنظم الجامعة إذاعة طلابية وبحكم وجود جمعية سعودية بالجامعة فقد طلبنا تنظيم برنامج إذاعي أسبوعي باللغة العربية، وبعد مداولات تمت الموافقة عليه وكان يبث كل اثنين من الخامسة حتى السادسة بتوقيت جرينتش”.
قلتُ: المهم هو فتح مجالات التعبير للشباب. البعض يزعم أن الشباب بحاجة إلى نضج؛ وما إن يصل الإنسان سن الأربعين إلا وقد خبت شهوة الحديث والتعبير، وطارت الرغبة الملحة في إبداء الرأي. نحتاج إلى تعابير الشباب مهما كانت شاطحة وطموحة أكثر من اللازم. من دون إدخال آرائهم في المنابر تصبح تلك المنابر خالية إلا من عشش العناكب. الجميل في فضاءات الحرية أنك تكون مسؤولاً أكثر عن نفسك. أجزم أن هذه الإذاعة –على بعدها عن الرقابة المباشرة- ستكون مسؤولةً أكثر من إذاعات تتم مراقبتها صباح مساء.
أول شيء التفت إليه هؤلاء الشباب في تأسيس الإذاعة محاولة الظفر بتجارب الكبار مع الابتعاث. حيث سيخصصون برنامج “ذكريات مبتعث” لشخص له ذكريات معبرة عن غابر الأيام.
قال أبو عبدالله غفر الله له: لا أتفق معهم في إضافة برنامج “إفتاء” على الإذاعة لأنني أظن أن الفتاوى متوفرة على الإنترنت هذا فضلاً عن كون هذا البرنامج ربما يعزز الطائفية أو المذهبية بين المبتعثين، من الرائع أن يركز هؤلاء على ما يجمع لا ما يفرق، والفتاوى يتم العثور على إجابتها بسهولة في الإنترنت، أو الخط الساخن لهيئة كبار العلماء.
أتمنى أن تتعزز هذه التجارب وأن تكون بحجم المسؤولية. وأن يعلموا أن أول شروط الحرية المسؤولية الذاتية.