ربحت الشركة السعودية للكهرباء مادياً، بينما خسرت ثقة السعوديين بها. استمعتُ ضحى الأمس إلى مداخلة الرئيس التنفيذي للشركة الأستاذ: علي البراك، كان صريحاً حينما تحدث عن أن طلب السعوديين على الخدمات ساهم في زيادة الأرباح. وأن “المكيّفات” من أكثر الخدمات المدرّة للأرباح. كما قال بالنص: “إن ارتفاع الأرباح بشكل ملحوظ في الربع الثاني كان بسبب ارتفاع الطلب على الكهرباء، بالإضافة لتقليص نفقات الشركة ما أدى لزيادة الأرباح”.
لنقرأ بعض المعلومات التي آنست الرئيس التنفيذي.
الشركة السعودية للكهرباء أعلنت عن ارتفاع أرباحها خلال الربع الثاني إلى 1.07 مليار ريال، مقابل صافي ربح 715 مليون ريال للربع المماثل من العام السابق، ارتفاع قدره 50%. ومقابل صافي خسارة 782 مليون ريال للربع السابق. وأرجعت الشركة صافي الربح في الربع الثاني لزيادة الإيرادات وانخفاض بعض بنود مصروفات التشغيل. وبلغ إجمالي ربح “السعودية للكهرباء” في الربع الثاني 1.1 مليار ريال.
بينما على الوجه الآخر، تستمر انقطاعات الكهرباء. يُشوى الناس داخل بيوتهم في عزّ الصيف، بينما ترقص الشركة على الأرباح منتشيةً. تتغذى على جيوب المواطنين الباحثين عن الخدمة الممتازة. تنقطع الكهرباء ـ حتى ـ في المدارس. كل شيء يتحوّل مع هذا الصيف إلى جمر، حتى المفتاح يتحول إلى نار لاهبة. والأرض، والجدران، والسيارات، والكراسي. بينما شركة الكهرباء تتغنى بالأرباح. إنها أرباح جيدة إذا كانت ستنعكس إيجاباً على قدرات التشغيل التي تتهاوى بشكل منفّر.
حتى على مستوى تعرفة الكهرباء، هناك غلاء وابتزاز للناس عبر رفع الأسعار في ظرف ليس لديهم فيه خيار إغلاق أجهزة التبريد. إنهم يرفعون سعر سلعة خياراتها غير متاحة. حينما ترفع شركة من شركات الصابون سلعها؛ حينها يلجأ الإنسان إلى منتج آخر. بينما شركة الكهرباء ترفع السعر من دون أن يكون للإنسان من خيار سوى استهلاك الكهرباء في عزّ هذا الصيف الملتهب.
قال أبو عبدالله غفر الله له: يكفي أن أستدلّ هنا بغضب “اللجنة الوطنية الصناعية” بمجلس الغرف السعودية من أن قرار الكهرباء الأخير برفع تعرفة الكهرباء على “الصناعة” من شأنه أن يوثر على الأهداف الاستراتيجية الصناعية، مطالبةً بأهمية التحرُّك الفوري من أجل وقف تنفيذ القرار. لكن المواطنين في بيوتهم لم يجدوا من يدافع عنهم في وجه هذا الجشع المستعر. ولئن ربحت الشركة ـ وهي تعلم أنه ربح على حساب عرق السعوديين ـ فإنه ربح ناقص، ما لم تقم بحملة تصحيحية لقدرات التشغيل البائسة التي صارت واضحة للعيان.