بات لزاماً على الجهات الأمنية أن تقف بحزم ضد أدعياء الرقية الشرعية الذين يلعبون بأبدان الناس وأعراضهم. كانت الصحف تعاني الأمرّين حينما تكشف زيف أولئك المتلبسين بلبوس الدين وهم يتجسسون على أعراض الناس، واليوم صاروا يزهقون أرواح البشر.
يحتمي أدعياء الرقية تحت ذريعة أنهم يقرؤون “كلام الله” على الناس، وهذه الحجة لا تكفي لأن تنطلي على الناس. الخوارج حينما اعتدوا على جماعة المسلمين كانوا يرفعون القرآن، والمشعوذون والسحرة يستخدمون كلام الله وقصاصات القرآن زوراً وبهتاناً.
آلمني أيما إيلام خبر تلك الفتاة العشرينية التي لقيت حتفها على يد أحد أدعياء الرقية الشرعية حينما صعقها ببضعة أسلاكٍ كهربائية لقيت على إثرها الموت. ونشرت “الوطن” الخبر وإن كان غير مفصل، جاء في الخبر: “معاناتها -الفتاة- من المرض النفسي قادتها للوقوع فريسة بين يدي دجال يدعي العلاج بالرقية الشرعية، فكانت النهاية حزينة وعلى غير ما يشتهي الجميع. المريضة لاقت وجه ربها الكريم، ومدعي العلاج بات حبيس القضبان في أحد السجون. وفي التفاصيل أن امرأة في نهاية العقد الثاني من العمر، تعاني من مرض نفسي، توفيت بعد قيام شخص يدعي العلاج بالرقية الشرعية، باستخدام صدمات كهربائية في جسدها، وهو ما حال دون تمكن الأطباء في مستشفى الملك فهد التخصصي بمدينة بريدة من إنقاذها”!
السؤال: كم من فتاة لقيت حتفها، أو زاد مرضها، أو وسوست لها نفسها بأنها تحت تأثير “المس” لتصل إلى مرحلة الإدمان على الإتيان لراقٍ خارج إطار الرقابة النظامية، ليعبث بروحها، كما عبث بعضهم بأعراض الناس. سواء في قنواتهم المنتشرة في الفضائيات أم في المباني البعيدة، والاستراحات المهجورة، يبتزّون البسطاء والعامة بعلاجات وهمية هي خارج إطار النظريات الطبية والعلمية؟ والجهات الأمنية لم تلتفت لهذا الإرهاب الخطير الذي يمسّ روح الإنسان، ويستهدف أمنه النفسي والبدني. يقذف بعض الآباء بعائلاتهم لهؤلاء المخادعين ثم يذهبون راجين شفاءً من أمراضٍ ربما يعالجها الطب النفسي أو المستشفيات المتخصصة، لكن لا يمكن أن توضع بين يدي شخصٍ غير معروف سوى أن لديه دعاية اجتماعية بأن رقيته طيبة!
قال أبو عبدالله غفر الله له: حفاظاً على مجتمعي، ودفاعاً عن الإنسان في وطني أطالب بأن تلتفت الجهات الأمنية لهؤلاء العابثين، فهذا الإرهاب الصامت لا يقلّ خطراً عن الإرهاب العلني الواضح، ولا فرق بين “آر بي جي” يقتل بريئاً، وبين راقٍ دعيّ يقتل النفوس بالأسلاك الكهربائية الصاعقة!