لا أدري بالتحديد على أي أساس تبنى الأفلام الأميركية التي تتناول الرؤساء الأميركيين؟!
بالتأكيد أن ورشة كتابة النص، ستكون غنية وثرية. قرأتُ الأسبوع الفائت، خبرين عن فيلمين مختلفين، كل منهما يتناول قصة رئيس أميركي، فالممثل “ليوناردو دي كابريو”، أعلن عن تحضيره لفيلم عن الرئيس الأميركي الراحل “جون كينيدي”، سيدور حول إحدى نظريات اغتيال كنيدي التي لم تُعالج من قبل على شاشات السينما. ومن المقرر أن يلعب “دي كابريو” دور عميل بمكتب التحقيقات الاتحادي الأميركي. الفيلم سيعرض في دور العرض السينمائي عام 2013.
الفيلم الآخر عن المؤسس الأميركي “إبراهام لينكولن”، وسيجسّد المبدع “دانيال داي لويس” الشخصية، بإخراج “ستيفن سبيلبيرغ”. وبحسب موقع “هوليوود ريبورتر”. الفرق كبير بين الشخصيتين الفنيتين؛ ديكابريو ودانيال داي لويس، هذا الأخير دقيق في خياراته، وصاحب مشوار طويل، ولديه أفلام استثنائية خاصةً “قدمي اليسرى، عصابات نيويورك، وسيكون هناك دماء”.
المفارقة أن الممثلين اشتركا في الفيلم المذهل: “عصابات نيويورك”، وأبدعا أيما إبداع. وجاء إعلانهما عن فيلمين مختلفين كل منهما يتناول رئيساً من رؤساء الولايات المتحدة ليضيف إلى المشاهد قصصاً جديدة. لكن سؤالي الذي بدأتُ به المقال لا يزال مُلحاً، كيف سنرى تلك الشخصيات التاريخية؟!
قال أبو عبدالله غفر الله له: كل فيلم تاريخي أو يتناول شخصية سياسية أو تاريخية هو عبارة عن قراءة من جهةٍ ما لتاريخ ذلك الشخص ولسيرة ذلك الفرد. بعض الذين يرون فيلماً حول زعيم أو رئيس يظنّون أن هذا هو الرئيس بالفعل، أو أن هذه هي كل حياة الرئيس! ولأضرب مثلاً بفيلم “w”، الذي كان ضعيفاً على كل المستويات، كان يُبرز شخصية الرئيس الأميركي جورج بوش وكأنه تافه وسخيف ووقح، مع أنه رئيس دولة أميركية انتخب مرتين من قبل الشعب الأميركي رغم كل عيوبه، وإظهاره بهذا السوء هو تصعيد كوميدي في المقام الأول، ولا أظنّ أنه تصعيد جادّ، لأن هذا فيه استخفاف بكل ناخب أميركي أيد بوش!
مشكلة الأفلام وميزتها أنها تقبض وتبسط، تخسف بالشخص إلى ما هو دون طبقات الأرض السفلى أو ترفعه فوق السماوات، ربما هي المبالغة التي يحتاجها الفنان، لأن الفيلم السينمائي لابد أن يتضمن موقفاً أو أن يكون في طرفٍ من الأطراف، أما الوسطية أو الموضوعية فمحلها الأفلام الوثائقية لا السينمائية.