عجيبة هي الصور النمطية السلبية التي نكتنزها في أذهاننا ونختزل بها الآخرين، مع أن هؤلاء الآخرين، تجاوزونا إلى حيث التقدم والتطور، ونحن لا نزال ننشد أبيات الفخر بأمجاد الماضي التي لم يبق في الحاضر منها شيء.
(هندي)، (رفيق)، هما كلمتان نوردهما في ثقافتنا الشعبية، على سبيل الانتقاص من الهنود، مع أننا نجهل أن الهند لديها هدف استراتيجي لتحويل دولتها النامية بحلول 2020 إلى دولة متقدمة، تسعى لهذا الهدف بوصفها دولة ديموقراطية قوام شعبها أكثر من مليار نسمة، مع ما تعانية من شح الموارد والتدهور البيئي.
الهند أشبه ما تكون بكوكب الأرض مصغراً، كما يقول ميرا كامدار في كتابه: (كوكب الهند: المخاض الصعب لنهضة أكبر ديموقراطية في العالم)، ( PLANTET INDIA)، فالمحيط الجغرافي للهند يشمل كل ظروف المناخ من جبال الهملايا التي يغطيها الجليد، إلى شواطئ تنتصب عليها أشجار النخيل، مروراً بصحاري يمخر عبابها البدو بجمالهم. هندوس ومسلمون وسيخ ومسيحيون وبوذيون وجاينيون وعبدة حيوانات ويهود، هذا في الديانات الرئيسية، أما اللغات فالسكان يتحدثون أكثر من 21 لغة رسمية، وبين الهنود 350 مليون هندي فقط يتحدثون اللغة الإنجليزية!
زار رئيس الوزراء الصيني وين جيابو الهند فقال له رئيس الوزراء الهندي سينغ: إذا تعاونت الهند والصين، فستعيدان تشكيل نظام عالمي جديد. معه حق فسكانهما يعدلان ثلث سكان العالم!
الهند هي ثاني أسرع الدول في النمو الاقتصادي بعد الصين، فقد بلغ نموها في العام 2006 ثمانية في المئة، وفي عام 2009 ثمانية في المئة برغم الأزمة المالية العالمية، وتجاوز هذه النسبة إلى 8.8? في العام الماضي، في ظل توقعات أن يحقق نسبة مماثلة هذا العام، طبقاً لتوقعات رئيس الوزراء.
كما أنّ الهند هي أكثر دول العالم شباباً فنصف سكانها دون 25 عاماً من العمر، وفي 2015 سيكون في الهند 550 مليون مراهق، يؤهلون بلادهم لتكون شابة بلا عجز في العمالة أو نقص في العملاء، بصناعة تكنولوجيا المعلومات، التي ستكون في الهند الأكثر ازدهاراً في العالم.
رابع أكبر اقتصاد في العالم، وأكبر دولة في عدد السكان في 2034، وستنتقل في 2015 نحو 3.5 ملايين وظيفة من أميركا للهند، وفسيفساء من الأديان والحضارات والأعراق والأصول، وعملية تعليمية متطورة وضخمة، ثم يجلس أحدنا بلا عمل على كرسيه يمتطي “لي الشيشة” ويقول: رفيق.. غيّرْ لي الراس، ويلتفت إلى صديقه الغارق في جهله ليقول له: لا يهمك.. هندي!.