لا شك أن إسرائيل دولة معتدية ومغتصبة، وبنت “ستة وستين” ولا ريب أنها العدو الأساسي للعرب والمسلمين، لكن الخطورة حينما تقلل الأمم من خطورة أعدائها، وتستهين بهم ولا تقوم بدراستهم. تنفق إسرائيل على البحث العلمي 9.8 مليارات «شيكل»، أي ما يوازي 2.6? من حجم إجمالي الناتج الوطني الإسرائيلي، يدرسوننا، ويعلمون مواقع قوانا وضعفنا، ونحن اكتفينا بمهاجمة إسرائيل في منابرنا من الإذاعة المدرسية إلى أعلى منبر فضائي في العالم العربي، ولا تنس القصائد بشقيها الشعبي والفصيح.
إسرائيل استخدمت أدوات كثيرة من أجل أن تكون دولة تنمو بشكل مخيف. أول تلك الأدوات المحاسبة الصارمة في المال العام. 150 ألف دولار دفعت من رجل الأعمال تالانسكي لإيهود أولمرت حينما كان رئيساً لبلدية القدس تسببت بإحراج أولمرت الذي استقال من منصبه آنذاك، 150 ألف دولار لا شيء بالنسبة لمنابع الفساد التي تعشش في مؤسسات عربية كثيرة، ولا حسيب ولا رقيب ثم نشتم إسرائيل ونستغرب من نموها!
في علم الحضارة وتاريخ العمران قوانين ونواميس تبنى من خلالها الدول الناجحة. ولنقرأ مقدمة ابن خلدون لنعرف كيف تموت الأمم وكيف تحيا. الصدق والمحاسبة والمساواة والعدالة هذه مبادئ أي دولة تأخذ بها تنجح، حتى وإن كانت ضالة مضلة غاصبة مغتصبة ظالمة معتدية!
قبل أيام فاجأ رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو مؤيديه على موقع فيسبوك الاجتماعي على الإنترنت بعرض نسخة من بيان راتبه كاشفا للجميع عن أنه يتقاضى 15 ألف شيكل إسرائيلي (4200 دولار) شهريا فقط. تقول “رويترز” التي نقلت الخبر: “أوضح بيان راتب الشهر الماضي لنتنياهو أن راتبه الإجمالي يصل إلى 44 ألف شيكل تقريبا والذي سرعان ما يتضاءل بسبب الضرائب والتأمين الصحي ومدفوعات الأمن الاجتماعي وأيضا خصم بقيمة 11.590 ألف شيكل شهريا لسيارته المدرعة، وسخر شيكو ميناشي بالقناة العاشرة من بيان الراتب قائلاً: “إنه يبدو وكأن رئيس الوزراء مثل العديد من الموظفين يفتح بيان راتبه في نهاية الشهر متعجبا، وأوضح معلقون أن البيان لم يدرج العديد من النفقات الشخصية التي تغطيها الحكومة”.
يعني الرئيس سيارته “تقسيط” وراتبه بالنسبة لمنصبه راتب متواضع وهو ما يؤكد أن إسرائيل العدوة أخذت بأسباب النهضة والحضارة، بل إنها أخذت بأسباب النهضة التي انتهجتها أوروبا كما يقول الأستاذ إبراهيم البليهي.
يا ليتنا نعرف “عدونا” وندرسه، فذلك خير من أن نلعنه!