كل وزارة تقوم بعملها وفق الأنظمة المعمول بها في السعودية. لا داعي لأن يفرض عليها الفرد رؤيته الشخصية، وبخاصة حينما يكون الرأي ضد التقدم والانفتاح والتطور. الشيخ: يوسف الأحمد من صنف الناصحين للوزارات بأن “تكف عن التقدم” يريد أن تطبق الدولة فكره هو وحدهُ، وكأن الوطن ملكه، وكأن الوزارات ورث عنده جاءته من قريب أو بعيد.
لم يعلم الشيخ أن السعودية فيها طوائف ومذاهب متعددة، من الشيعة إلى الإسماعيلية هذا غير الصوفية وسواها من المذاهب وعددهم ليس قليلاً، كما أن الذين يختلفون مع يوسف الأحمد من أهل السنة كثر، فهو يمثل تياراً متشدداً. خذوا الفرق بين تشدده وبين انفتاح الشيخ: عائض القرني مع أنهما من أهل السنة لكن عائض رؤاه للنهضة والأحمد رؤاه للتقهقر والتخلف.
يوسف الأحمد التقى مؤخراً وزير العمل: عادل فقيه وتحدث بشكل سيىء عن استقبال الوزير لهم، يقول: “استقبال الوزير فقيه للوفد كان سيئاً، حيث جلس دون أن يصافح الضيوف، ثم خرج بعد ربع ساعة والمشايخ يتحدثون معه وهو يردد انتهى اللقاء!، كما أن الموافقة على المقابلة لم تأت إلا بعد محاولات طويلة”. الأحمد ينسب إلى الوزير أنه قال: “هذه سابقة لم نعتدها من المسؤولين، وقد طلبنا منه موعداً آخر فاعتذر وقال: أنا لا أقابل هذه النوعية من الناس لأن فكرتهم واحدة، وهذا اللقاء يكفي”.
من الطبيعي أن يختصر الوزير اللقاء إلى ربع ساعة، لأن ما يريدون قوله يعرفه الوزير أصلاً، مجموعة من الرؤى والأفكار التي تحرض على التخلف وعدم التقدم بالوزارة، ثم إن مجيئكم معاشر الدعاة مثل مجيء أي مواطن، يعني لو أن الوزير يمنح كل مواطن ساعة من وقته لضاعت الوزارة، يكفي كل مواطن خمس دقائق من وزير ليقول رأيه أو اقتراحه. من جانبٍ آخر يكفي أن الوزير استقبلكم واستمع إلى ما لديكم، وليس شرطاً أن يقوم بتطبيق آرائكم لأنها ليست نظاماً يحكم الناس. الوزارة وغيرها من الوزارات تدار وفق نظام حكم وإدارة حكومية من قبل رئيس الوزراء أي رئيس الحكومة وهو الملك عبدالله.
لو أن كل مواطن أراد من الوزارة أن تمثتل لرؤيته هو الخاصة لضاعت الوزارات، الاستراتيجيات هي التي تصنع الفرق الإداري، أما النصائح العادية فيكفيها ربع ساعة يا شيخ يوسف، “وتخب”، فالعمل عبادة، ومتابعة الوزير لشؤون الناس دين، والجلوس لمصالح البشر قربة من الله، وليس بالضرورة أن تكون تصوراتكم أنتم للقرب والبعد من الله هي الأصح!