صباح أمس، كان على العبد الفقير إلى الله أن يفتتح جلسات اليوم الثاني لمنتدى جدة الاقتصادي. فقرأت على الحضور، هذه الكلمات التي أزيد عليها شيئاً قليلاً:
أيها السادة والسيدات: صباحكم فرح.. حياكم الله.. الصورة النمطية السلبية المتركزة في أذهان كثيرين، عنا نحن الصحفيين، أننا نفشي الأسرار. هذا ظلم لنا. يجب أن يتوقف الجميع عن توجيه هكذا تهم.
نحن الصحفيون نحب أبا الطيب المتنبي، وهو كان يقول:
وللسرِ عندي موضع لا يناله
نديمٌ ولا يفضي إليه شرابُ
حسناً، سأفضي إليكم اليوم بسرٍ أرجو ألا يعرف به أحد!
لم أنم ليلة البارحة إلا ثلاث ساعات، إن كنتُ نمتها!
لقد سهرت معي في غرفتي في الفندق البارحة سيدة جميلة، بارعة الحسن، رائعة الطلعة، عذبة المحيا!
أيةُ نضارةٍ كانت عليها هذه الفاتنة؟!
ماذا أقول… وماذا أخبئ؟!
لقد أغواني حسنها، وأسهرتني عظمتها، وهِمتُ بها حتى بعد خروجها!
لكأنها لم تخرج أيها الكرام من غرفتي.
أيها السيدات والسادة، عذراً فأنتم تجتمعون في منتدى عالمي اقتصادي.
نعم لقد كانت جميلتي مهتمة بالاستثمار. الحق أنها كانت تركز على الاستثمار المضمون الربح، طويل الأجل.
قلت لها: الاستثمار المضمون الربح، مظنة حرمة.
قالت لي: خذ مني… إنه أعظم الحلال!
كانت السيدة التي سهرت معها بالأمس، أمي التي انتقلت للرفيق الأعلى قبل نحو ثلاث سنوات، واليوم هو يوم الأم، ولذلك حضرتني ببهائها وجمالها أمس، مع أنها لا تغيب عني، فلم أنم البارحة إلا لماماً!
كما كل الأمهات يستثمرن في فلذات أكبادهن، ولا استثمار أضمن من الاستثمار في البشر.
رحم الله أمي، ومن مات من أمهاتكم، وبارك في حياة الأحياء منهن.
اكتبوا عني أيها السيدات والسادة: حبب إليّ من دنياكم الأمهات!
اعذروني لخروجي عن الموضوع.
اعذروني لولوجي فيه!