فركت عيني مرة ومرتين وثلاثاً وأنا أقرأ تغطية جريدتي(الوطن)و(الحياة) الثلاثاء(17 /5 /2011)، والتي انتقد فيها رئيس مجلس الشورى السعودي الدكتور عبدالله بن محمد آل الشيخ أعضاء مجلسه “ووصف مداخلات بعض الأعضاء بـ”المضيعة للوقت”، ولا تضيف أي جديد، مشيراً إلى أن بعض المداخلات لا تصل إلى نتيجة، مؤكداً أن الهدف من فتح النقاش حول الاتفاقات والمذكرات أن تصب في عمق الموضوع، وتضيف له جديداً، لا أن تكون تكراراً وإعادة لما يقوله رئيس اللجنة. وواصل رئيس المجلس انتقاده للأعضاء عندما قال إنه “وفقاً للمادة 22 من اللائحة التنظيمية للمجلس، فإنه من حق الرئيس تحديد موعد بدء الجلسة وإنهائها”، مشبهاً “وقت عمل المجلس بدوام طلاب المدارس، إذ يبدأ العمل الساعة العاشرة صباحاً، وينتهي الثالثة عصراً”.
بعد ثلاث فركات لعيني، والاستعانة بفرصة صديق، للتأكيد على أن العبد الفقير إلى الله لا يعيش أضغاث أحلام، استغربتُ، وتفاجأتُ، وانذهلتُ، وكدتُ أطيشُ… فكيف لمعالي الرئيس أن يخرج من طوره، وقد عرفناه، حليماً، هادئا،ً رزيناً، وينتقد شخصيات اعتبارية (بدأت ركبتاي تصفقان ببعضهما عند ذكر أية شخصية اعتبارية في ذهني، فكيف بمرورها جسدياً أمامي)، مشهود لهم بالكفاءة والخبرة!
لا بدّ أن معاليه قد طفح به الكيل، حتى استغضب ليغضب، واستُفِز ليأتي بهذه الانتقادات، وأُخرج من منطقة الهدوء الذي عُرف به، وإلا لما قال ما قال في حق الشخصيات الاعتبارية.(اللهم سكنهم مساكنهم)!
ليس لدى أحد من السعوديين مشكلة أصلية مع مجلس الشورى، ولا أعضائه، لكن الرسمية الزائدة التي تكتنف نقاشاته، وقت باتت تنقل تلفزيونياً، وعدم لمس المواطن لانعكاس جهود المجلس على حياته اليومية، جعل الكثيرين لا يعولون عليه كثيراً.
انتفاضة الرئيس، تكاد تبعث الحياة في الآمال بالمجلس، وأرجو ألا يحتج طلاب المدارس، بشخصياتهم الاعتبارية، على استخدامهم في كلام آل الشيخ للتقليل من أدوار أعضاء المجلس الموقر، أقر الله أعين الرئيس بمداخلاتهم غير المكرورة، وقلل من تضييعهم للوقت!