يتعجّب الأستاذ: إبراهيم البليهي على صفحته في “تويتر” من أن الحاكم العربي يقتل شعبه ليبقى، ويقارن بيننا وبين الحاكم في الغرب الذي تطرده مكينة الديموقراطية بعد انتهاء ولايته، إلا إن أعاده الشعب وفق الدستور المعمول به في هذه الدولة أو تلك، والمقارنات بيننا وبين الغربيين دائماً تضعنا في موضع نقص، حين يهبّ الشعب لإسقاط نظامٍ جمهوري، فإنه يزيح عن النظام القائم الثقة، لهذا من الضروري أن يتنحى الحاكم ليأتي الشعب بمن يريد، وبصراحة لا يمكننا أن ننسى السلاسة النسبية التي انتهت عليها ثورتا: تونس ومصر، على عكس الصعوبات الجمة التي يواجهها الشعب الليبي والسوري واليمني اليوم، لكن لماذا يقتل الرئيس –أي رئيس-الآلاف من الشعب، فقط ليبقى!
في سورية قتل أكثر من ألف سوري كما يقول الأمين العام للأمم المتحدة، وهناك تقديرات تتحدث عن أربعة أضعاف هذا العدد، كل ذلك لأن الشعب تظاهر ضد النظام القائم وممارساته. يخطئ من يعتقد أن الشعوب تنسى إرث الاستبداد الثقيل، حين ارتكب النظام السوري مجزرة حماة في 2 فبراير 1982 وقتل فيها أكثر من عشرين ألف إنسان ظنّ النظام أن الشعب “يكبر وينسى” لكن الواقع يثبت عكس ذلك، جيل الشباب الذي ولد في 1982 ناهزت أعمارهم اليوم سنّ الثلاثين، وهذا يعني أن الجيل الذي شهد المجزرة تلك هو الذي يحاول إزالة النظام السبب، وأن يعيد للسوريين مجدهم الأول، حين كانوا منارةً ثقافية وأدبية وسياسية واقتصادية، ثم تنازلوا عن أدوار الريادة!
ما قيمة الرئيس الذي يقتل مئات البشر من بين شعبه ومن ثم لا يطرأ على باله أنه ربما يزحزح عن السلطة قبل موته؟. مشكلة بعض الزعماء العرب أنهم يتعاملون مع البلدان التي يحكمونها على أنها ملك لهم، ويعتبرون أي مطالبة شعبية لإزالة الظلم والعدوان محاولة للاستفزاز!
قال أبو عبدالله غفر الله له: إذا كنتم ترأسون دولاً جمهورية، وثارت جماهير الشعب مطالبةً بتغييركم فلماذا تشعرون بالاستفزاز؟ لأن المظاهرات لا تتعارض مع جمهورية الحكم، لكن الواقع أثبت أن هؤلاء الزعماء الذين يقتلون شعبهم يتعاملون مع المتظاهرين كالجرذان. لا يقيمون لشعوبهم وزناً، بل ولا يعرفون ملامح شعوبهم، وكان أصدق هؤلاء تعبيراً عن حالة الاحتقار للشعب، القذافي حين رأى المتظاهرين في الشارع، فاختزل احتقاره لشعبه بقوله: “من أنتم؟”!