التشجيع الرياضي حالة طبيعية واجتماعية عادية. الإنسان الطبيعي إنسان مشجع بالضرورة، لأن الرياضة جزء من الحياة وهي أفضل أساليب التسلية. الفرجة على المباريات في الأماسي من الطقوس الجميلة للتسلية، وتشجيع فريقٍ من الفرق شيء رائع وحيوي، لكنني لستُ مع التعصب في التشجيع، بحيث تكون خسارة الفريق مؤثرة صحياً وبدنياً، بل المفترض أن يكون التشجيع متزناً، يفرح إن كسب الفريق، وليس من الضروري أن يتحسّر في حال خسر الفريق، بعض المشجعين تنهار قواهم حين يهزم فريقهم المفضل، ويصابون بحزنٍ شديد، وهذا في نظري أمر سيئ ولا يجب أن يكون ضمن سلوكيات المشجع.
مباراة الاتحاد والأهلي كانت جميلة ومبهرة، عاد فيها الأهلي الذي يلقب بـ”قلعة الكؤوس” إلى البطولات مخرجاً الاتحاد من دون أن يظفر بأي بطولةٍ هذا الموسم. فرح الأهلاويون بالفوز وحق لهم ذلك، لكن الذي أعجبني في فرح فريق الأهلي ما أثمره الفوز من نماذج إيجابية عبّرت عن فرحها بشكلٍ مختلف، وهذا منحني الشعور بإيجابية التشجيع إن أردناه كذلك. الزميل علي اليامي في خبرٍ نشر في “الوطن” قبل أمس ذكر أن مشجعاً أهلاوياً عزم:”على تغيير ثقافة الفرح بالانتصارات المتعارف عليها عند تحقيق لقب؛ حيث قام بنحر جمل في أحد المسالخ بمدينة بريدة فرحاً بتحقيق فريقه الأهلي الفوز والحصول على كأس خادم الحرمين الشريفين على حساب منافسه التقليدي الاتحاد أول من أمس.
ولم يكن نحر الجمل بالأمر الجديد بل ما قام به المشجع ناصر الصقر بعدها، حيث وزع لحمه صباح أمس على المحتاجين”. وأتفق مع رئيسة جمعية الملك عبدالعزيز الخيرية في بريدة لولوة النغيمشي، حين قالت:”يجب في فرحتنا أن نتذكر الفقراء والمساكين ونتجه لهم ليقابلوا الفرحة بالدعاء الصادق، إن ما قام به المشجع الأهلاوي أمر حضاري حيث حرص على تغيير ثقافة الجمهور المعتاد على التفحيط وإزعاج الناس”، وأشادت بدوره الإنساني في التعبير عن فرحته”.
قال أبو عبدالله غفر الله له: ليت أن كل مشجعٍ فرح أخذ على عاتقه القيام بأمرٍ إيجابي، بدلاً من التفحيط والتسكع، والصراخ والجنون الذي يفعله البعض في شوارع المدن بعد الفوز. هذا الذي ذبح جملاً وتبرع به على المحتاجين يعبر عن فعلٍ إيجابي في التشجيع، وهذا ما أتمنى من كل الشباب المشجعين أن يفعلوه وأن يقوموا بفعل إيجابي كلما فاز الفريق الذي يعشقونه!