أمين المنطقة من المفترض والطبيعي أن يكون له من اسمه نصيب. أن يكون “أمينا” على المدن التي أوكلت له، والتي رأى المسؤول الأعلى أنه مناسب لقيادة دفة البلد وتنميته. الأمانات في المناطق السعودية لديها مسؤوليات كبيرة من نواحٍ عديدة، والناس ينتظرون من الأمين ما هو أكثر من المكوث بالكرسي أو إصدار القرارات الروتينية، يريدونه أن ينزل من عليائه إلى الناس. ينزل ليمشي على الأرصفة فيدخل البقالات ويجوب الأسواق ويأكل من المقاصف وأماكن تواجد الناس، ليقف على مشاكل الناس التي تواجههم بنفسه! يشرف بنفسه على العمل بين فينة وأخرى ولا يكتفي بما يقرأ على الورق، فالواقع دائما مختلف مهما كان وصف الورق دقيقا.
كتبتْ “الوطن” قبل أمس عن صحفات على “الفيسبوك” تطالب أمين منطقة نجران بالنزول إلى الشارع ومشاهدة الرداءة التي تعيشها بعض الأماكن من دون أن تتدخل الأمانة لإصلاح الواقع السيئ. يطالبون الأمين: فارس بن مياح الشفق، بالنزول معهم ليطلع من خلالهم على أماكن تحتاج إلى تدخل فوري من الأمانة. الصفحة تقول إن: “الأمين لم يطلع على حالة الشوارع في نجران “المدينة” وأن مروره يقتصر على الشارع الموصل بين منزله والأمانة أو بين الأمانة ومقار احتفالات يحضرها الأمين”! وكاتب آخر ربط بين: “حفريات أحد الشوارع في “رجلاء” ونفوذ أحد المواطنين الذي عمد إلى توصيل المياه لمنزله عن طريق مقاول وترك الحفريات دون إعادة للسفلتة، بينما ركز آخر على حفرة جراء هبوط الأسفلت في وسط أحد شوارع نجران تهدد سلامة العابرين دون أن يجد الجزء الهابط من يعيده”!
أتمنى من الأمين وغيره من الأمناء في المناطق السعودية الإنصات لأصوات الشباب، وسبق أن اقترحت على المسؤولين أن يفتحوا صفحات يخصصون لها ساعة من وقتهم يوميا تكون للاطلاع على الناس وحاجاتهم، أظنّ أن ساعةً واحدة لن تضر. أثق أن الكثير من المسؤولين ساعة إنصاتهم لصوت الشباب ومطالبهم في مدنهم سيعلمون أن التفكير على الورق غير التفكير من خلال عقول الجيل الصاعد. الشباب اليوم هو الوقود وهم ثروة للأمانات والإمارات وكل المؤسسات يجب أن تستفيد منهم وأن تجلس معهم وأن تخصص أوقاتا للقائهم.
قال أبو عبدالله غفر الله له: والذين يحفرون الشوارع بالواسطات ولا يعيدون سفلتتها، أو الذين يستغلون وساطاتهم لسفلتة الشوارع التي بجوار بيتهم بينما تئنّ بقية الأحياء من الغبار، أولئك المستغلون للوساطات وجدوا إدارات خالية فتمكنوا. جعلنا الله وإياكم من الأقوياء الأمناء!