“أنت تضيع وقتنا، توكل على الله، ما جبت شيءٍ جديد” هذه الكلمات مع الاستعانة بالإشارة باليد التي تدل على “الطرد” من المكتب، ومناداة أحد معاونيه كانت مضمون تصرف أمين منطقة عسير المهندس: إبراهيم الخليل مع أحد المواطنين الذي جاء لشرح أفكاره الجميلة، من تأسيس مستوصف، إلى سفلتة شارع، ولم يطلب المواطن شيئاً تعجيزياً، بل طالب بواجب هو من مهام الأمين الوظيفية، والأمين لم يوظف لأجل أن يطرد الناس، بل ليستقبلهم ويخدمهم وهذا واجبه الذي يحاسب إن قصّر فيه مثله مثل أي موظف في جهاز الدولة! وجزى الله “اليوتيوب” خير الجزاء، لأنه نقل التصرف السيء، الذي ينهى عنه كل دين، وتجمع الأمم والحضارات والثقافات على أنه سلوك مشين!
ليت أن هذا الأمين يشاهد استقبالات أبو متعب لشعبه أسبوعياً، وكيف يساعد الكبار في السن ماسكاً أكتافهم، وكيف يتناول شكاوى الناس ورقةً ورقةً، هذا من رأس هرم الدولة، فما بالكم بأمين منطقة من ضمن مناطق المملكة. ولكن الثقافة الإدارية التي استند عليها الأمين في صراخه بوجه إنسانٍ أمامه يدل على سوء إداري تعيشه إدارته. فهو لم يستطع أن يناقش ولا أن يواجه الحجة بمثلها، بل صرخ في وجه المراجع. مع أن الأمين ليس من حقه أن يرفع صوته إلا على أولاده إن رغب، مع أنه لو كان في أميركا وصرخ على ولده أو آذاه ضرباً فإن الولاية تنزع منه. لكن سعادة المهندس صرخ في وجه إنسان تحدث برقي وأدب وسمت، ولم يستطع سماع المقترحات فأشار بيده وهو يصرخ طارداً إياه بحجة عدم وجود “وقت”!
وأهمس بأذن الأمين بكلماتٍ: أيها الأمين، إن أمانة المنطقة لها من اسمها نصيب، ولا أظنّ أن من الأمانة أن تصرخ بوجه هذا الإنسان المواطن الذي يطرح اقتراحات لتطوير منطقته! ولا أظن أن المكتب الذي تجلس فيه هوعائد لشخصك الكريم. ولا أظنّ أنك لو كنت تعلم ولو بنسبةٍ ضئيلة أن هذا الإنسان على صلة بأحدٍ من “علية القوم” أنك ستجرؤ على الصراخ في وجهه، لهذا فإن التصرف السيء لا بد من انتقاده، وأنت لست مقدساً ولا يوجد مادة في الأنظمة السعودية كلها تمنعنا من نقدك ونقد أخطائك كأي موظف في الجهاز الحكومي. والأئمة والخلفاء طالبوا الناس بتقويمهم، والملك نفسه طالب المواطنين بإطلاعه على انتقاداتهم وآرائهم.
قال أبو عبدالله غفر الله له: والإنسان كرمه الله، ولا يحق لأحدٍ أن يرفع صوته على أحد، والذي يريد أن يحاورالناس على أنهم أجراء عنده أو خدم فلا يقربنّ المنصب، لأن التقويم والمحاسبة ستحضر تجاه المسؤولين من خلال الأجهزة الرقابية المؤسسية، ومن خلال زوايانا في الصحافة التي لن تصمت عن إهانةٍ توجه لإنسانٍ!