حين تهيمن الرؤية الجسدية للمرأة من قبل المجتمع الذكوري القاسي، تنشأ مجموعة من الهواجس المخيفة لها. بعضهم يحاول أن ينتقص من قدر امرأته جسداً أو شكلاً. من دون أن يعلم أن المرأة التي اقترنت به تكبر معه. نقرأ بين الفترة والأخرى الحديث عن جاذبية الوزيرة الأميركية: هيلاري كلينتون. مع أن عمرها أكثر من أربعة وستين عاماً. وهي متجددة تلبس أحسن الألبسة وتطوف العالم. هذه الستينية تعبير عن الفرق بيننا وبين المجتمعات المتفائلة. هيلاري كلينتون بسنّ الجدات، ولكنها لا تزال تدير وتقود ملفات كبرى في العالم.
يمكننا أن نكتشف القمع ضد المرأة من خلال الشعور بكبر السن، ما إن تبلغ المرأة الأربعين إلا وتدعو الله أن “يحسن لها الختام” هذا الدعاء عظيم وكلنا نردده، لكنني أستشهد به لأدلل على الشعور بكبر السن، بينما هي في الأربعين من العمر بل وربما أقل!
في موقع “العربية. نت” أجري تحقيق مهني عن التقدم في العمر وهاجسه، هدى السليمان قالت: “إن الرجل يفضل المرأة صغيرة السن، وإن غالبية الرجال الشرقيين عندهم هوس بالفتيات الصغيرات، الرجل الغربي لا ينظر إلى من تصغره بسنين كثيرة، بل إن المجتمع الغربي ينتقد من يكون علاقة بفارق سن كبير، ويُشعر المرأة بأهميتها وحبه لها في جميع مراحلها، ولا يقف عند سن معينة، على النقيض من الرجل هنا، ما إن تكبر زوجته حتى يسعى إلى أن يجدد شبابه بفتاة أخرى”.
المرأة الأربعينية والخمسينية لاتزال في وهج العطاء، فارحموهنّ من هذه النظرات التي تشعرهن بأنهن كبُرن! ألم تشاهدوا هيلاري كلينتون أو أنجيلا ميركل؟! مع كل العمر لا يرين في أنفسهنّ إلا نساء أمامهنّ الحياة، وليست وراءهن. هاجس العمر الذي تعيشه المرأة العربية و السعودية تحديداً صنعته الثقافة الذكورية الحادة، التي ترى أن تقدم الرجل في السن من الأمور الطبيعية، بينما تقدم المرأة في السن يعتبرونه أمرا خاطئا ومريبا ويهدد العلاقة الزوجية!
قال أبو عبدالله غفر الله له: كلّ النساء شابّات بأرواحهنّ، وأهمس في أذن كل امرأة، أن تفاءلي وعيشي كل مراحل عمرك وشبابك، فلا تزالين في ذروة العطاء والقوة، ولك في النساء المبدعات اللواتي ينزفن عطاءً وقوة خير مثال ودليل.