من أبشع المشاهد التي يمكن أن يطالعها إنسان الصور الدامية. ما فعله النظام السوري بشعبه منذ بدء الثورة من أعنف المجازر في العصر الحديث. مئة قتيل خلال أقل من أربع وعشرين ساعة! هذا ما حدث قبل يومين. وبين أسبوعٍ وآخر يطلّ المعلم أو الأسد للحديث عن فبركات إعلامية، وعن جماعات مسلحة. كلنا رأينا الشوارع والدبابات التي تقتل، هل لدى الجماعات المسلحة دبابات وصواريخ وبواخر وراجمات؟! الإرهابيون أساليبهم معروفة وواضحة، إما أن يضع حزاماً ناسفاً أو أن يفجر مبنىً، أو ما أشبه ذلك من الأساليب المتعارف عليها من قبل الإرهاب بكل أساليبه.
المشكلة أن الجامعة العربية ليست على قدر التطلع في حسم ملف النظام السوري، برهان غليون يطلب التدويل وهذا من حقه ولا بأس بالتدويل فنحن جزء من هذا العالم، وتعودنا أننا لا نستطيع حل المشكلات إلا عبر الاستعانة بالآخرين، وهذا طبيعي، ثم إن المجتمع الدولي ليس بعبعاً إنهم بشر مثلنا، كما أننا نتألم لهم هم يتألمون لنا. وأظن أن برهان غليون على علمٍ ودراية بالوضع السوري بشكل كبير، مما يجعلنا نعترف بأن الأزمة السورية خرجت عن قدرة الجامعة العربية ولم يعد باستطاعتها فعل شيء تجاهها، إلا المهلة تلو الأخرى.
مسؤولية القتل البشع الذي يمارسه النظام السوري تقع على عاتق الجميع في المنطقة العربية وخارجها، لأن مشاهدة هذه الجرائم من دون أي تحرك يعني منح النظام الوقت لممارسة مجازره.
كذلك يفعل الروس الذين يحرسون نظام بشار الأسد من أجل مصالحهم، ولا تحضر القيم الإنسانية لديهم أبداً، صحيح أن السياسة تقوم على المصالح لكن لا ننسى أن القيم الإنسانية والأفكار الخلاّقة هي التي أسست لمجلس الأمن والأمم المتحدة، من أجل حماية الإنسان والحفاظ على مصالحه.
قال أبو عبدالله غفر الله له: إذا كانت الجامعة العربية غير قادرةٍ على “إدارة الأزمات” في أحلك الظروف فما هي الفائدة المرجوّة منها؟! ما الفائدة من المؤتمرات الصحفية المتكررة؟! وهل بإمكان الجامعة فرض عقوباتٍ صارمة على النظام السوري؟! كان العالم يقول للقذافي: كم من البشر يجب أن تقتل حتى تتنحى؟! وهذا السؤال يطرح للنظام السوري الذي ربض على الشعب أربعين سنة يقتل ويسفك ويمارس أبشع المجازر من دون حسيبٍ ولا رقيب. بل يمنح المهلة تلو الأخرى! هل هذا طبيعي؟!