وجد مجلس الأمن لتحقيق الأمن للإنسان، وتأسس في أجواء الحروب العالمية، من عصبة الأمم إلى مجلس الأمن. كان الدور المعول عليه أن يكون عوناً للإنسان لا معولاً عليه، لهذا أخذ طريقته التنظيمية والهيكلية على النحو الذي هو عليه. خاض المجلس تجارب في محاولة إرساء الأمن! ببساطة هو يعتبر أهم أجهزة الأمم المتحدة والمسؤول عن حفظ السلام والأمن الدوليين، طبقاً للفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، وله سلطة قانونية على حكومات الدول الأعضاء، لذلك تعتبر قراراته ملزمة للدول الأعضاء.
مجلس الأمن حين نقرأ آليته والهدف منه نشعر بالهيبة له، ونحسّ بقيمته في تهيئة ظروف السلام، لأنه يعمل على إنهاء الاقتتال بأسرع وقت ممكن، أو هكذا يجب، ومن ثم يهيئ الظروف لفرض التهدئة من خلال تدخل عسكري أو وساطة سياسية أو إصدار أي قرار يحفظ السلم والأمن الدوليين! لكن أحداث سورية الأخيرة أثبتت أن المجلس يستخدم للمصالح الاقتصادية أكثر من استخدامه للمصالح البشرية. الفيتو الروسي الصيني كان مخيفاً وصادماً لبني الإنسان، لأنهم يرون إخوتهم في البشرية وهم يذبحون ويسلخون بالحديد والنار والمجلس لا يستطيع اتخاذ أي قرار حول سورية بسبب فيتو روسيا والصين، هنا أصبح مجلس الخوف لا مجلس الأمن، وصارت المصالح والعداوات بين الدول هي التي تحكم المجلس وليذهب الإنسان إلى الجحيم.
الملك عبدالله بكلمته كان واضحاً وحاسماً في نقده للفيتو الظالم حين قال:” إن العالم لا يمكن أن تحكمه عدة دول، ومعتبراً أن ما حدث أخيراً بشأن القرار السوري بادرة غير محمودة كنا نعتقد أن الأمم المتحدة تنصف، ما حدث لا يبشر بالخير، ثقة العالم بالأمم المتحدة اهتزت. لا يصلح أن تحكم عدة دول العالم، وأنه يجب أن يحكم العالم العقل والأخلاق والإنصاف من المعتدي، وليس من قام بمثل هذه الأعمال”.
قال أبو عبدالله غفر الله له: على العالم أن يبحث عن بدائل جديدة لفرض الأمن في العالم، الشعب السوري يعاني الأمرّين بسبب مجلس الأمن الذي لم يعد مصدر أمنٍ بل مصدر خوف، وقد قال الملك إننا نعيش أياماً “مخيفة” وهي بالفعل كذلك! مخيف أن تعجز البشرية كلها عن إنقاذ شعب من جزّاريه. نأمل أن يوجد العالم فكرة أخرى غير هذه الفكرة التي تحيل مصير شعبٍ إلى أصوات دول تريد مصالح وصفقات وتوغّل مقابل أن تصوت لصالح الإنسان.. كما هو التفكير الصيني والروسي.