كان أهم أخبار الأسبوع الماضي في تقديري هو زواج ولي عهد بريطانيا الأمير “تشارلز” بصديقته القديمة وعشيقته الأولى “كاميليا”.
ودائماً ما تحل صورة زواج “تشارلز” بالأميرة “ديانا” زوجته السابقة وأم ولديه، التي ذهبت ضحية حادث مروري في نفق باريسي، رفقة صديقها العربي، دودي الفايد، عند الحديث عن علاقة “تشارلز” و”كاميليا”!
لقد وُصِف زواج “تشارلز” بـ”ديانا”، بأنه زواج القرن، فقد كان زواجاً ملكياً بما تعنيه الكلمة من معنى، وقد كان الناس يتابعونه وقد لمعت في أعينهم مشاعر السعادة والغبطة لأمير اقترن بفاتنة تسلب الألباب، فتنة وجمالاً وحضوراً وتألقاً، هي الأميرة الأسطورية الراحلة “ديانا سبنسر”.
ولئن كان زواج “تشارلز” في القرن الماضي من “ديانا”، هو زواج القرن، فإن زواجه من صديقته العجوز “كاميليا” في حضور ابنيه وابنها وابنتها، وقد تجاوز الأبناء الأربعة سن المراهقة أو أوشكوا، يمكن أن يصنف على أنه زواج الفُرن، لأنه جلب تعليقات ساخنة، ومشاعر ملتهبة، نقلت وكالات الأنباء صور بعضها، عندما حمل بعض الأوفياء للأميرة “ديانا” صورتها في الزواج الأخير، احتجاجاً على تفضيل “تشارلز” لـ”كاميليا”، رغم أنه لا مقومات في نظرهم لهذا التفضيل.
يرى البعض أن الحب أعمى، وإلا فما الذي أجبر الوريث المنتظر للعرش الملكي البريطاني، على أن يقترن بعجوز شمطاء مثل “كاميليا” مع كامل الاحترام والتقدير؟!
ويستند البعض لتسويق ما ذهب إليه أمير “ويلز” إلى ما جاء في التراث من أن: حبك الشيء يعمي ويصم.
ويضيفون، بأن التراث متشابه في الشرق والغرب، لكن العمى والصمم في كل الثقافات متطابق تماماً!
بعض المؤيدين للأمير وهم قلة، يرون أن “تشارلز” ينتصر في النهاية للحب، ويقولون بأن الناس لا تهمهم إلا الصورة، والصورة التي تبدوا للبعيدين جميلة خلاَبة، ليست بالضرورة لمن يعيشها كذلك، وإذا كانت العرب تقول: ليس راءٍ كمن سمع، فما بالك بمن عاش وعاشر ورأى!
صنف ثالث وقف على الحياد من القضية برمتها، لكنه لفت إلى عنصر اعتبره جديرا بالاهتمام والانتباه، وهي التساؤل الملَح: إذا كان العم “تشارلز” يعرف الست “كاميليا” من قبل أن يقابل الفاتنة الراحلة “ديانا”، حتى إن بعض الأنباء تنسب الفضل في تعريف “تشارلز” بـ”ديانا” إلى “كاميليا” نفسها، وترى أنها هي التي قدمتها للزواج ببعضهما بعضاً، واستمرت العلاقة بين العشيقين الهائمين على وجهيهما، تحت تأثير عمى الهوى وصمم المحبة، طوال فترة زواج الأمير بالأميرة، حتى دب اليأس في قلب “ديانا”، سقى الله عظامها، ودفعها إلى اليأس من زوجها اللعوب، والبحث عن ملاعب للهوى كما صرحت لـ”بي بي سي”، ثم تواصلت أواصر العشق حتى بعد وفاة “ديانا”، فما الذي يجعل العشيقين يحرصان على تتويج علاقتهما بالزواج، وقد اشتعل الرأس شيباً؟!
والجواب بالتأكيد: هو أنهما أرادا بتنظيم حالة عشقهما التي استمرت عقوداً أن يكونا مثالاً لأجيال المحبين، وليؤكدا أن مؤسسة الزواج، هي نهاية المطاف لمراسيل الحب والهيام، وإن طال السفر.
هنيئاً للأمير “تشارلز” ولزوجته “كاميليا” بالزواج، ووداعاً لعشق امتد عشرات السنوات، وأهلا بمشاكل الزوجية التي تغزو كل بيت وإن كان ملكياً!.
جميع الحقوق محفوظة 2019