ربما تكون زيارة أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح علامة مهمة في هذه المرحلة، الكويت ترأس القمتين العربية والخليجية، ولها دورها الوسيط في كثير من مشكلات المنطقة، تأتي الزيارة الأولى للأمير منذ توليه مقاليد الحكم في 29 يناير 2006 لتضع إيران أمام امتحان حقيقي. وهناك تواطؤ إيراني سوري بملفات عديدة من بينها أزمة سوريا والأزمة السياسية بلبنان، هذا فضلاً عن الحالة العراقية المؤسفة بقيادة نوري المالكي الذي يقوم بإدارة البلاد على أسس طائفية وعنفية. ربما يقول البعض إن السؤال الصحيح: ماذا يريد العرب من إيران؟! لكن هذا السؤال معكوس وخاطئ، ذلك أن العرب ليست لديهم تدخلات في الشأن الإيراني، بينما إيران تتدخل في البحرين والسعودية ومصر وكل بلدان المنطقة تقريباً. مشاكلنا مع إيران عديدة كما تحدث الشيخ عبدالله بن زايد يوم السبت المنصرم، لكن الأهم أن تقوم إيران بإبداء نوايا حسنة تجاه منطقة الخليج. يعتبر الدكتور عايد المناع، أستاذ العلوم السياسية بالكويت، أن إيران تحتاج إلى إبداء حسن النية تجاه المنطقة من أجل نجاح الحوارات الخليجية الإيرانية. والذي يجري الآن هو حالة من اختبار الانفتاح الإيراني الذي بشّر به الرئيس روحاني منذ بدء حملته الانتخابية وإلى اليوم. مبادرات عديدة طرحت من دول خليجية آخرها دعوة الأمير سعود الفيصل لوزير الخارجية الإيراني إلى السعودية للحوار حول الملفات العالقة بين البلدين. قصص كثيرة تحتاج إلى استيضاح من إيران، في لبنان عجز سياسي حقيقي، وتدخل «حزب الله» بسوريا أحرج لبنان، بل وأشعله، تفجيرات بالضاحية واغتيالات مستمرة. عناد سياسي من فريق الثامن من آذار عطل العملية السياسية والآلية الانتخابية. الكل يعلم أن أصغر مسؤول إيراني يمكنه أن يأمر ذلك الفريق لإنعاش الأمور السياسية، ولإعادة لبنان ليكون وجهة سياحية كما كان من قبل! والغريب أن المسؤولين في لبنان يتحدثون عن صيف سياحي واعد في البلد، لكن كل المؤشرات تقول عكس ذلك، لأن هناك من يستفيد من هذا التعطيل، وهو من زج لبنان في أتون حرب لا أول لها ولا آخر. حروب مستمرة منذ الستينيات وإلى اليوم. في الخليج هناك محاولات إيرانية لزعزعة الاستقرار، رأينا ذلك في البحرين، وفي احتلال الجزر الإماراتية الثلاث، والأخطر هو التدخل أو محاولة التدخل في الشأن السعودي من خلال حراك المنطقة الشرقية المحدود، غير أن السعودية كانت حازمة عبر سعود الفيصل وتحذيره: «اليد التي تمتد إلى السعودية ستقطع». والأكيد أن هذه الزيارة للشيخ صباح هي استطلاعية للبحث في جدية نوايا إيران. ونحن نعلم أن الإيرانيين لديهم مراوغات وصبر ومخاتلة، فإلى أين تسير إيران تجاه العرب، بل السؤال التاريخي: ماذا تريد إيران من العرب؟!
جميع الحقوق محفوظة 2019