إضاءات – تركي الدخيل
منذ سنوات، دعيت لإدارة ندوة ضمن منتدى من تنظيم مؤسسة الأمير ماجد الخيرية، وفجأة هرع إلي المنظمون طالبين أن أستعد لتقديم وإدارة الحوار مع الشيخ صالح الحصين – رحمه الله، لعدم حضور المقدم فيما أظن. فقدمته هكذا: لا يُحب معالي الشيخ صالح الحصين، المديح، تواضعاً…
فكيف تقَدِّمُ رجلاً، ينضح بالامتلاء، ويفيض بالتواضع، ويتقن العمل، ويتسامى على حظوظ النفس؟!
بل، كيف لمن يتنفس صحافة، ويرمش إعلاماً، أن يتعاطى مع رجلٍ، يقول عن نفسه: «في علم النفس هناك حالات تعاني من الخوف غير المبرر، كالوحيد في الصحراء، أو المشرف على جدارٍ عالٍ. أنا واحدٌ من هؤلاء، فعندي (فوبيا) صحافة»! هكذا يتحدث صالح الحصيّن، عن نفسه.
أوقعني المنظمون في حرَجٍ من جهة، وقدموا لي هديةً، في الوقت ذاته، من جهة أخرى!
فإذا كان لدى مولانا الشيخ صالح، (فوبيا) صحافة، ألا يجب أن تختاروا له من لا يوقظ لدى فضيلته، هذه الفوبيا؟!
كِدتُ اعتذر عن المهمة، ثم قلت لنفسي: من ذا تُتاحُ له فرصة أن يجلسَ إلى الشيخ صالح الحصين، ولو صامتاً، في حضرة قامته، احتراماً لفوبياه… ويرفض؟!
اليوم… بعد بضع سنوات من الحوار الوطني، الذي أودع خادم الحرمين الشريفين مسؤوليته في حضن الشيخ صالح الحصين، لنتعلم الحوار أولاً، قبل أن نظفر بنتائجه، ومن لا يُحسن الممارسة، يُحرم القطاف.
هل تحتاجون، أيها السيدات والسادة، أن أقدم لكم صالح الحصين… هكذا كما يُحب، دون ألقاب، مع كامل استحقاقه لها.
* السفير السعودي في دولة الإمارات