ككل الأفكار في هذه الدنيا، لقي مقالي الأخير: «السعوديون… والحور العين» («الرياض» السبت 3/9/2005) ردود فعل متباينة، فمن مؤيد كل التأييد، إلى رافض مستتفه لأفكار المقال، بل وربما لكاتبه، ولو دون إبداء مبررات واضحة، مروراً بأصحاب المنطقة الوسطى.
هذه ردة فعل طبيعية، تعلمناها جيداً من ممارسة الإعلام، وتعلمنا أيضاً، أن نحترم آراء الجميع، لسبب رئيسي، هو أننا اخترنا لأنفسنا، كإعلاميين، أن نعلن آراءنا على الملأ، لا ان نختبئ بها في الظلمات تارة، وفي المجالس المغلقة تارة أخرى، أو حتى نبقيها حبيسة أقفاصنا الصدرية، وخوالج أنفسنا…
لو كنا كذلك، لوجهنا سياطاً من اللوم لمن يعاتبنا، ولحزنا لعدم قبول آرائنا، بل للتطرف في رفضها، لكن من يختار أن يقول رأيه في العلن، ويصدّر رأيه تحت الشمس، عليه أن يتحمل لهيب الحرارة، كما نفحات البرودة..
عندما أقول إنني احترم آراء الجميع، فإنني أتحدث عن ذلك دون أن يعني هذا أنني أوافق أصحابها في أفكارهم..
عندها.. تحضر مقولات أثيرة، مثل: «الخلاف في الرأي.. لا يفسد للرأي قضية»…
و«رأيي صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب»… وغيرها، مما يزخر به تراثنا، كما تجارب ثرية من التراكم الإنساني.
بيد أنني أود أن أشير إلى نقطة مهمة في تقديري، وهي أنني عندما عرضت وجهة نظري في المقال، لم أكن أقصد للحظة أن أنكر وجود الحور العين، أو أن أشكك في نص شرعي، أو نحوه، لكن الموضوع هو أن سيطرة فكرة معينة، قد تحمل توجهاً لا يراد به الفكرة الأصلية للموضوع.
الحديث في هذا المجال طويل، وأحسب أن ما يلمس الجرح في العادة، يستوجب الألم، ولو وصل الألم إلى حد الصراخ.