أحمد الظفيري
– أبوعبدالله -غفر الله له- تركي الدخيل، دائمًا يتجاوز كلَّ جميلٍ يكتبه، ليُقدِّم الأجملَ..
في حديثه عن معالي الشَّيخ جميل الحجيلان، قال جُملةً لا يمكنُ لي تجاوزها:
»حفظَ اللهُ معالي الشَّيخ الجليلَ الجميلَ، لا يفتأُ صعود درجاتِ المعالِي، مُذ كانَ صغيرًا، وهُو الَّذي وُلِدَ كبيرًا»..
صعودٌ مُنذُ الصِغَرْ لرجُلٍ وُلِدَ كبيرًا.. هذا النَّصُّ تراه وأنت تقرأُه، ترى خُطواتِ هذا الرَّجل نحو المجدِ، ترى هيبتَهُ وشموخَهُ وانتصاراتِهِ، لقد استطاع تركي الدَّخيل أن يجعلنا نرَى ما يكتب كـ»فيلمٍ سينمائيٍّ»، لا أنْ نقرأَ نصًّا جامدًا..
هذه اللُّغة السَّاحرة التي تتدفَّق في كتابات تركي الدخيل، نتاجُ حُبٍّ حقيقيٍّ، حُبُّه لـ»مزنة العطيشان»، وتأثُّره بالمُتنبي، وعشقُهُ له، وبحثُهُ الدَّائم عن الجَمال؛ ليكتبَ عنهُ..
كتبَ عن سموِّ وليِّ العهد، الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ذاتَ يومٍ مقالًا خالدًا بعنوان: «الصَّحراءُ.. تنتصرُ في كلِّ الفصولِ»، لنْ أنسَى مَا حييتُ هذَا الجُزءَ منهُ:
«سيمضِي السعوديُّون، بإرادتِهِم لا برُؤى الآخرِينَ، بشغفِهِم في رؤيةِ شرقِ أوسطٍ يتقدَّمُ مصافَّ الدُّولِ، يُبصرُونَ الرَّجلَ القَادِمَ مِن بعيدٍ بِحلمِ خيرٍ، يمسكُونَ بالحبِّ يدَ مَن آمنَ بهِم، وكانْ -ولم يزلْ- في صفِّ المؤمنِينَ بقوَّةِ الصَّحراءِ.. على الانتصارِ في كلِّ الفصولِ»..
هذه اللُّغة المليئة بالحُبِّ والوفاءِ والانتماءِ، مدرسةٌ حقيقيَّةٌ، عندما تقرأها -بلا شكٍّ- ستفيضُ روحُكَ جمالًا، ستتسلَّل هذه الكلماتُ إلى داخلِكَ، ستزرعُ بساتينَ وردٍ، جذورُهَا رغم نعومتِهَا، إلَّا أنَّها ستتجذَّرُ بروحِكَ وتتعمَّق، حتَّى تُصبحَ ككاتِبهَا مُحبًّا لكُلِّ جميلٍ.