كنت أرغب في الكتابة عن الحكمة في شعر أبي الطيب المتنبي، فرأيت بعد أن كتبت وحذفت، أن أختار للقارئ الكريم، بعض أبيات الحكمة في شعر المتنبي، على أن نعود للموضوع في مقال لاحق…
أيها القراء الكرام… استمتعوا:
إِذَا غَامَرْتَ فِي شَرَفٍ مَرُومِ
فَلَا تَقْنَعْ بِمَا دُونَ النُّجُومِ
بِذَا قَضَتِ الأيامُ مَا بَينَ أَهلِهَا
مَصَائِبُ قَومٍ عِندَ قَومٍ فَوائِدُ
مَنْ كَانَ فَوقَ مَحَلِّ الشَّمْسِ مَوضِعُهُ
فَلَيسَ يَرْفَعُهُ شَيء ولَا يَضَعُ
مَنْ يَهُنْ يَسْهُلِ الهَوانُ عَلَيهِ
مَا لِجُرْحٍ بِمَيِّتٍ إِيلَامُ
عَلَى قَدْرِ أَهْلِ العَزْمِ تَأْتِي العَزَائِمُ
وتَأْتِي عَلَى قَدْرِ الكِرَامِ المَكَارِمُ
وتَعْظُمُ فِي عَينِ الصَّغِيرِ صِغَارُهَا
وتَصْغُرُ فِي عَينِ العَظِيمِ العَظَائِمُ
وإِذَا لَمْ يَكُنْ مِنَ المَوتِ بُدٌّ
فَمِنَ العَجْزِ أَنْ تَمُوتَ جَبَانَا
أَعَزُّ مَكَانٍ فِي الدُّنَى سَرْجُ سَابِحٍ
وخَيرُ جَلِيسٍ فِي الزَّمَانِ كِتَابُ
إِذَا سَاءَ فِعْلُ المَرءِ سَاءَتْ ظُنُونُهُ
وصَدَّقَ مَا يَعْتَادُهُ مِن تَوهُّمِ
خَلِيلُكَ أَنْتَ لَا مَنْ قُلْتَ خِلِّي
وإِنْ كَثُرَ التَّجَمُّلُ والكَلَامُ
إِذَا تَرَحَّلْتَ عن قَومٍ وقَدْ قَدَرُوا
أَلَّا تُفَارِقَهُمْ فَالرَّاحِلُونَ هُمُ
شَرُّ البِلَادِ مَكَانٌ لَا صَدِيقَ بِهِ
وشَرُّ مَا يَكْسِبُ الإِنْسَانُ مَا يَصِمُ
مَا كُلُّ مَا يَتَمَنَّى المَرْءُ يُدْرِكُهُ
تَجْرِي الرِّيَاحُ بِمَا لَا تَشْتَهِي السُّفُنُ
ومَنْ يُنْفِقِ السَّاعَاتِ في جَمْعِ مَالِهِ
مَخَافَةَ فَقْرٍ فَالَّذِي فَعَلَ الفَقْرُ
ومَا الحُسْنُ في وجْهِ الفَتَى شَرَفاً لَهُ
إذا لَمْ يَكُنْ في فِعْلِهِ والخَلَائِقِ
ذَرِينِي أَنَلْ مَا لَا يُنَالُ مِنَ العُلَا
فَصَعْبُ العُلَا فِي الصَّعْبِ والسَّهْلُ فِي السَّهْلِ
تُرِيدِينَ لُقْيَانَ المَعَالِي رَخِيصَةً
ولَا بُدَّ دُونَ الشَّهْدِ مِن إِبَرِ النَّحْلِ
فَإِنَّ الجُرْحَ يَنْفِرُ بَعْدَ حِينٍ
إِذَا كَانَ البِنَاءُ عَلَى فَسَادِ
إِذَا قِيلَ: رِفْقاً، قَالَ: لِلْحِلْمِ مَوضِعٌ
وحِلْمُ الفَتَى فِي غَيرِ مَوضِعِهِ جَهْلُ
تَلَذُّ لَهُ المُرُوءَةُ وهْيَ تُؤذِي
ومَنْ يَعْشَقْ يَلَذُّ لَهُ الغَرَامُ
وقَيَّدْتُ نَفسِي فِي ذَرَاكَ مَحَبَّةً
ومَنْ وجَدَ الإحسَانَ قَيداً تَقَيَّدَا
ومَن يَكُ ذَا فَمٍ مُرٍّ مَرِيضٍ
يَجِدْ مُرّاً بِهِ المَاءَ الزُّلَالَا
ومَكَائِدُ السُّفَهَاءِ واقِعَةٌ بِهِمْ
وعَدَاوةُ الشُّعَرَاءِ بِئْسَ المُقْتَنَى