بصوت الدكتور علي بن تميم
واحدة من روائع فيلسوف الشعراء أبي العلاء المعري ضمن سلسلة “تسابيح أبي العلاء المعري”، في هذه الأبيات المختارة، يعبر فيها المعري عن فلسفته في الحياة وآلامها ومرارتها ومفارقاته.
يقول في هذه الأبيات:
رُوَيْداً عليها إنها مُهَجَاتُ … وفي الدهْرِ مَحْياً لامرِئٍ ومَماتُ
أرى غَمَراتٍ ينْجَلِينَ عن الفَتى … ولكن تُوَافي بعْدَها غَمَرات
ولا بُدّ للإنْسانِ مِن سُكْرِ ساعةٍ … تَهُونُ عليه غيرَها السّكَرات
ألا إنما الأيّامُ أبْناءُ واحِد … وهَذي الليالي كلّها أخَوات
فلا تَطْلُبَنْ مِن عندِ يوْمٍ وليْلَةٍ … خِلافَ الذي مَرّتْ به السّنَوات
أعارِضَ مُزْنٍ أَوْرَدَ البَحْرَ ذَوْدَهُ … فلمّا تَرَوّتْ سارَ شَوْقاً إلى نجْد
سَما نحْوَهُ مَلْكُ الرّياحِ بجُنْده … فمَزّقَهُ دُونَ الإرادَةِ والوُدّ
بَكَيْتُ له إذْ فاتَهُ ما يُريدُهُ … وما شَوْقُهُ شوْقي ولا وَجْدُهُ وَجدي
كذاكَ اللّيالي لا يجُدْنَ بمَطْلَبٍ … لخَلْقٍ ولا يُبقِينَ شيئاً على عَهْد
ضَحِكنا، وكان الضّحكُ منّا سفاهةً … وحُقّ لسُكّانِ البَسيطةِ أن يَبكُوا
يُحَطّمُنا رَيْبُ الزّمانِ، كأنّنا … زُجاجٌ، ولكن لا يُعادُ له سَبْكُ